{كذلك قال ربك هو علي هين}

منذ 2014-02-19

فليس يعجز الله شيء قط، ولا تتعاظمه حاجة أبدا، ولا يستكثر في جوده وكرمه أمر من الأمور، بل كل شيء عليه هين يسير، ومقاليد السماوات والأرض بيده، ومفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ونواصي العباد جميعا في قبضته، وقلوبهم بين أصبعين من أصابعه، وخزائنه ملأى لا تغيضها نفقة، ويداه ميسوطتان ينفق كيف يشاء.

هكذا الأمر، وتلك هي الحقيقة بأوجز عبارة وأوضح بيان {هو علي هين} [مريم: من الآية 9].
وكم نغفل عن استحضار هذا المعنى قلبيا ويقينيا وإن جزمنا به عقليا ومعرفيا، فكل شيء أياً كان ومهما تعاظم واستبعدته الأسباب الأرضية هو هين يسير سهل على رب العالمين وقيوم السموات والأرضين.

فليس يعجز الله شيء قط، ولا تتعاظمه حاجة أبدا، ولا يستكثر في جوده وكرمه أمر من الأمور، بل كل شيء عليه هين يسير، ومقاليد السماوات والأرض بيده، ومفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ونواصي العباد جميعا في قبضته، وقلوبهم بين أصبعين من أصابعه، وخزائنه ملأى لا تغيضها نفقة، ويداه ميسوطتان ينفق كيف يشاء.

وهذا الرب الكريم العظيم، لا ييأس عبده قط من سؤاله، والتملل بين يديه، والإلحاح في نوال كرمه، ودوام التضرع والتذلل لعظمته، وإن طال أمد الإجابة وتأخر لحكمة يعلمه سبحانه، فلا يظن العبد بربه إلا أحسن الظن، فعطاؤه رحمة وجود، ومنعه عين الحكمة والخير لعبده.

أما من طال عليه الأمد، وتسلل إليه اليأس، وساورته الشكوك، وحامت حوله الهواجس، وظن بالله الظنون، فليراجع إيمانه، وليجدد إسلامه وانقياده، وليكثر من التأمل في أسماء الملك وصفات عظمته وجلاله وجماله وكماله {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44]. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 20
  • 0
  • 146,805

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً