تأمل في قضية المبشرين بالجنة
وإنما حب الله هو نقطة في بحار حقه, إن وفيناه فقد ظل له سبحانه وتعالى حقٌ عظيم علينا لم نوفه! وذلك مقابل إنعامه علينا بنعمة الحياة وإخراجنا من العدم إلى عالم الوجود وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة. فتكون الجنة إذا محض فضل وكرمٍ من الله تعالى حتى للطائعين المحبين إلى أقصى الدرجات.
طالما تساءلت في نعومة أظافري، غريبٌ أمرُ التبشير بالجنة هذا!, ألن يتراخى عن الطاعة من بشر بالجنة؟ وقد يفعل من المعاصي أيضًا؟!, فلماذا استمروا طائعين قانتين سجدًا ركعًا لله عز وجل بعدما بشروا بالجنة؟! فأصبح هذا الأمر يستفز تفكيري كل حين. وبعد زمن من التأمل وجدت أمرا غاية في الروعة:
وهذا الأمر هو أن استمرار هؤلاء الصحابة الكرام على الطاعة وابتعادهم عن المعصية ما استطاعوا بل وتوبتهم واستغفارهم المستمرين, هما مثال عملي رائع يضربه الله تعالى للناس بهؤلاء القوم الكرام وسلوكهم على أن حب الله وحده وتقدير عظيم فضله, بعيدًا عن الطمع في الجنة والخوف من النار هو دافع كافٍ لمن بلغ إيمانه عنان السماء وعرف ربه حق المعرفة لأن يستمر في عبادته وطاعته واجتناب معصيته, بل والتوبة إليه من عدم وصوله درجات أعلى في حبه وطاعته! ولا يُفهم من هذا أن حب هؤلاء الأبرار العظيم لله تعالى هو ثمن للجنة!
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائع لربه والمحب له حبًا أعظم من المبشرين بالجنة قال: «», وإنما حب الله هو نقطة في بحار حقه, إن وفيناه فقد ظل له سبحانه وتعالى حقٌ عظيم علينا لم نوفه! وذلك مقابل إنعامه علينا بنعمة الحياة وإخراجنا من العدم إلى عالم الوجود وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة. فتكون الجنة إذا محض فضل وكرمٍ من الله تعالى حتى للطائعين المحبين إلى أقصى الدرجات.
والله أعلم
- التصنيف: