هبي يا ريح الإيمان - النسمة الرابعة : الموعد الجنة (6)

منذ 2014-04-08

نوم الجنة: في الدنيا يعرف المرء معاني التعب والنصب والكد والشقاء، وهذه الكلمات لا وجود لها في قاموس الجنة حيث الراحة الأبدية فلا تعب، والطمأنينة السرمدية فلا هم أو حزن، ولأن أهل الجنة لا يتعبون فهم لا ينامون، لأن النوم إنما هو راحة المكدودين والكادحين، ولا كد هناك أو كدح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة».

9. نوم الجنةفي الدنيا يعرف المرء معاني التعب والنصب والكد والشقاء، وهذه الكلمات لا وجود لها في قاموس الجنة حيث الراحة الأبدية فلا تعب، والطمأنينة السرمدية فلا هم أو حزن، ولأن أهل الجنة لا يتعبون فهم لا ينامون، لأن النوم إنما هو راحة المكدودين والكادحين، ولا كد هناك أو كدح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 6808).

10. نور الجنة: ولأنه ليس فى الجنة نوم فلا حاجة لوجود دليل، فلا ليل فى الجنة، بل هي نور يعقبه نور وضياء يتلوه ضياء.
قال القرطبي وغيره: ليس فى الجنة ليل ونهار، وليس فيها شمس ولا قمر، إنما هم في نور دائم أبدا، وإنما يعرفون مقدار اليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برع الحجب وفتح الأبواب.

11. ولدينا مزيد: اتفق المفسرون على أن المزيد في هذه الآية هو النظر إلى وجه الله وهو أحلى نعيم الجنة، وقمة متعتها ومرتقى لذتها، فلا يوافيه نعيم ولا يمكن وصفه أو حصره بلغة البشر وكلمات البشر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذ دخل أهل الجنة الجنة يقول الله: تريدون شيئا أزيدكم منه؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟! فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 523).
فكيف لا تسأل الله أنيمتعك بالنظر إلى وجهه؟ وكيف لا تدعو بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من دعاء:  «اللهم أسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ولذة النظر إلى وجهك الكريم».

12. الرضوان يمحو الخوف والحزن: الخوف هو شعور يكون من شيء مستقبل، والحزن هو شعور نتيجة شيء مضى، فالإنسان في الدنيا يخاف على رزقه ويخاف على نفسه، ويخاف على أهله، ويخاف من الظلم، ويخاف من المجهول، ويخاف من الموت، ويخاف من الفقر، ويخاف من ...، وهو مع هذا يحزن على فقدان ولد، أو ضياع رزق، أو موت حبيب، أو عداوة قريب، أو حرمان ذرية، أو غير ذلك من البلايا.
وقد تكون هذه الأحوال إما عقوبة على ذنب أو ابتلاء يرفع به الله درجات المؤمنين، هذا في الدنيا .. أما في الآخرة .. فلا عقوبات ولا ابتلاءات، بل رحمات ورضوان ينمحي معها معنى الخوف، فلا خوف في الجنة ولا حزن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عزوجل: هل تشتهون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ربنا وما فوق ما أعطيتنا ؟! فيقول: رضواني أكبر» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 524).

لطيفة: قال أحمد بن حرب: أحدنا يؤثر الظل على الشمس، فما بالنا لا نؤثر الجنة على النار !!

 

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

  • 6
  • 0
  • 2,022
المقال السابق
النسمة الرابعة : الموعد الجنة (4)
المقال التالي
النسمة الرابعة : الموعد الجنة (7)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً