هبي يا ريح الإيمان - النسمة الثامنة - لهذا أحب ربي - (3)
ولأنه يحبك ينزل الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا كل ليلة تنزيلا يليق بمقامه، فينادي الجموع الغافلة والأجفان النائمة بلطيف قوله وحلو ندائه: هل من داع فأستجيب له دعاءه؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله؟ هل من مستغفر لأغفر له؟
5. ثلث الليل الأخر: ولأنه يحبك ينزل الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا كل ليلة تنزيلا يليق بمقامه، فينادي الجموع الغافلة والأجفان النائمة بلطيف قوله وحلو ندائه: هل من داع فأستجيب له دعاءه؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله؟ هل من مستغفر لأغفر له؟
يا أخي.. أليس لك إلى الله حاجة في أمر الدنيا أو في أمر الآخرة؟! هل استغنيت عن ربك؟! هل استكفيت حاجتك منه؟! هل حللت كل مشاكلك؟! هل تخلصت من كل متاعبك؟! رد على وأجبني!!.
ألا تشكو قسوة القلب؟! ألا تعاني هجر القرآن؟! ألا يسوؤك حالك مع الله؟! ألا يواجهك ضيق عيش أو عقوق ولد أو مرض والد أو وقوع بلاء؟!.
إن كان يواجهك شيء من هذا فهلم إليه .. ارفع شكواك .. قدم نجواك .. هنا في الثلث الأخير .. هنا خاتمة الأحزان وفاتحة الرضوان .. هنا جنات النعيم الدنيوي والكرم الإلهي.
عجبا لكم!! ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحرس والحجاب، وتترك من بابه مفتوح إلى يوم الدين!!
احفظ ماء وجهك
- لأنه يحبك .. لا يزداد على كثرة السؤال إلا جودا وكرما، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضلا وإحسانا.
- لأنه يحبك .. لا يمنعه إعراض المعرضين أو كثرة المذنبين وإصرار المعاندين من أن يستمر في نزوله كل ليلة، ولا يمنعه عظيم سلطانه من أن ينظر إلى صغير سلطانه.
سبحانه.. هذا حبه لك، فإن حبك له؟!
لو نادى أبوك يطلب إليك منفعة له لأجبته، وهذا الله العلي العظيم يناديك ويطلب إليك منفعة لك فتنام عنه!! لو أسدى إليك أحد أصحابك معروفا ثم طلب إليك أن ترده في السحر لما تأخرت عنه، فلم التأخر مع من أنت مغمور في بحر نعمه؟! أين رد الجميل يا نكر الجميل؟!.
جرعة حب: مع كثرة معاصيك تواتر إحسان الله إليك، ومع تكرار إخلاف وعودك معه ما حرمك من نعمه، بل مكنك التزود لجنته، وبعث إليك بالدليل ووصفه بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، وأعطاك القدرة على التزود إلى جنة عدن التي غرس غرسها بيده!! غرسها لك بيده .. بيده لأنه يحبك.
قواك على طاعته، وأعانك على بره، وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك.. غرس في قلبك غرس الفطرة، فعرفك بنفسك قبل أن تطلب.
أسجد الملائكة لأبيك، بل طرد إبليس من سمائه وأخرجه من جنته وأبعد عن قربه لأنه لم يسجد لك وأنت لم تزل بعد نطفة في صلب أبيك .. أتحب أن أزيدك؟!.
- خذ: أمرك بشكره لا لحاجتة إليك، بل لتنال المزيد من فضله.
- خذ: أمرك بذكره لا لينفع به، بل ليذكرك بإحسانه وجوده وكرمه.
- خذ: أمرك بسؤاله ليعطيك، بل أعطاك أجل العطايا وأفضل المزايا بغير سؤال.. ألا يدل كله على أنه يحبك؟!.
- التصنيف: