هبي يا ريح الإيمان - النسمة الثامنة - لهذا أحب ربي - (7)
جرعة حب: كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد وعصى ربه، فما زالت نعمته ولا تغيرت حالته، فقال: يارب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتك، فهتف به هاتف: يا هذا.. لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها!!
ب- الرحمن: عبر عن قدر رحمة الله غير المتصور وسعتها اللامحدودة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فى قوله: « » (صحيح كما في ص ج ص رقم 5260).
رحمة الله التي نحن غارقون فيها لها مظاهر جليلة:
- فمن رحمته: « » .. لأنه يحبك (صحيح كما في ص ج ص رقم 1757).
- ومن رحمته: أنه سكت عن أشياء فلم يذكر فيها تحريما ولا تحليلا رحمة بنا من غير نسيان.. لأنه يحبك.
- ومن رحمته: حمايته لعبده المؤمن من الدنيا إذا سبق في علم الله أنها ستطغيه وتصرفه عن طريق الحق « » لأنه يحبك (صحيح كما في ص ج ص رقم 1814).
- ومن رحمته: حمايته عباده العصاة من السماء التي تستأذن أن ترجم العصاة، والأرض التي تستأذن أن تخسف بهم، والبحر الذي يستأذن أن يغرقهم لكنه يمهلهم رجاء توبتهم.. لأنه يحبك.
- ومن رحمته: أن أحدا من خلقه لا يستطيع حجب رحمته أو منعها عن أحبابه {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} [فاطر: 2].
فلا ممسك لها: رحمة الله لا تعز على طالب في أي زمان ومكان: وجدها إبراهيم عليه السلام وسط ألسنة النار، ووجدها يوسف عليه السلام في غيابت الجب وغياهب السجن، ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت، ووجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل وفي قصر فرعون متربص به، ووجدها أصحاب الكهف حين افتقدوها فى القصور، ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، وهو مطارد.
راجع شريط ذكرياتك لتتذكر أين وجدت رحمة الله .. وكم مرة ذقتها؟! وتعجب نسيانك لها!!.
توقف لحظة: ومع هذا فإن كل هذه الرحمات الدنيوية لا تشكل في رحمة الله سوى 1% من مجموع رحماته التي خلقها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح كما في ص ج ص رقم 1767).
ولأن رحمة والديك بك مهما بلغت فهي جزء من مائة جزء من الرحمة كان شيخ الإسلام حماد بن سلمة يقول: ما يسرني أن أمري يوم القيامة صار إلى والدي، إن ربي أرحم بي من والدي.
أخي.. التمس رحمة من الله في أي مكان ومن أي إنسان ولو كان رجلا فقيرا لا يؤبه له .. تجعل قدوتك في ذلك علم الزهاد وبركة العصر معروف الكرخي الذي مر يوما وهو صائم بسقاء يقول: رحم الله من شرب، فشرب رجاء الرحمة.
جرعة حب: كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد وعصى ربه، فما زالت نعمته ولا تغيرت حالته، فقال: يارب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتك، فهتف به هاتف: يا هذا.. لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها!!
- التصنيف: