هبي يا ريح الإيمان - النسمة العاشرة - حسن الحسنات - (5)
هل انتهيت من القراءة يا أخي؟! هل اعترتك حالة من الدهشة؟! أتريد أن تصل إلى ما وصل إليه أو نصفه أو عشره؟! هل تشكو بأن الأوقات تتسرب من بين يديك، وبأن محصلة يومك مثل أمسك مثل غدك .. صفر.. وبأن الشهر عندك كاليوم، واليوم يمر كالساعة.. إذا كنت كذلك فجرب هذا الدواء: لا تعمل عملا دون أن تصاحبك فيه نية صالحة.. لا تنم إلا بنية التقوى على صلاة الفجر، لا تذهب إلى عملك إلا بنية:" إن الله يحب المؤمن المحترف" ، فلا تأكل إلا بنية الاستعانة بالطعام على العبادة، مع التزامك بالفرائض وعضك عليها بالنواجذ، وعندها سترى الفرق شاسعا إن شاء الله.
7. بركة الأوقات: اقرأ النماذج بعناية:
- الإمام فخر الدين الرازي: [توفي: 606هـ] عن ثلاث وستين سنة، وتراث من التأليف نحو 200 كتاب ما بين كتاب في ثلاثين مجلدا كالتفسير المشهور له، ورسالة له في صفحات.
- الإمام النووي: [ توفي: 676هـ] عن خمسة وأربعين سنة، وكان كل يوم يقرأ اثني عشر درسا على مشايخه، شرحا وتصحيحا، يأكل في اليوم ويشرب شربة واحدة عند السحر، ولذلك ترك من المؤلفات ما قسموه على أيام حياته، فكان لكل يوم أربعة كراريس!!.
- الإمام ابن تيمية: [توفي: 728هـ] عن سبع وستين سنة، وجاء في ترجمتة عند ابن شاكر الكتبى: إن تصانيفه تبلغ 300 مجلدا، والإمام الذهبي يقول: إن تصانيفه تبلغ إلى 500 مجلدا، والصحيح في عدد تصانيفه ما قاله الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة: وجاوزت حد الكثرة فلا يمكن لأحد حصرها.
قال عنه تلميذه ابن القيم: وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابته أمرا عجيبا، فكان يكتب في اليوم التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر!!. - الحافظ ابن الدنيا: ألف ألف تأليف، وابن عساكر ألف تاريخه في 80 مجلدا، وأبو محمد علي بن حزم 400 مجلدا تشمل على قريب من 80 ألف ورقة، وابن شاهين صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفا منها التفسير في ألف جزء، والمسند في ألف وخمسمائة جزء.
هل انتهيت من القراءة يا أخي؟! هل اعترتك حالة من الدهشة؟! أتريد أن تصل إلى ما وصل إليه أو نصفه أو عشره؟! هل تشكو بأن الأوقات تتسرب من بين يديك، وبأن محصلة يومك مثل أمسك مثل غدك .. صفر.. وبأن الشهر عندك كاليوم، واليوم يمر كالساعة.. إذا كنت كذلك فجرب هذا الدواء: لا تعمل عملا دون أن تصاحبك فيه نية صالحة.. لا تنم إلا بنية التقوى على صلاة الفجر، لا تذهب إلى عملك إلا بنية:" إن الله يحب المؤمن المحترف" ، فلا تأكل إلا بنية الاستعانة بالطعام على العبادة، مع التزامك بالفرائض وعضك عليها بالنواجذ، وعندها سترى الفرق شاسعا إن شاء الله.
- التصنيف: