دقائق مع النبي - (13)
الحصار- فك الحصار- فوائد من الحصار.
(1)
الحصار
"عطش وجوع تحت الحصار، أكل أوراق الأشجار، وأكل الجلد، صراخ أطفال رضع وبكا نساء".
ربما كلمات غريبة أن تقرأها في أحرف السيرة... لكن هذا ما حدث لنبي الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام في حادثة المقاطعة والحصار التي فرضها المشركين على بني هاشم وبني المطلب حتى يسلموا النبي صلى الله عليه وسلم لقتله.
بل قطعوا على أنفسهم ألا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يقبلون صلحًا أبدًا، وكتبوا بذلك صحيفة علقوها في جوف الكعبة ومضت الثلاث سنين وهم على ذلك.
(2)
فك الحصار
وبعد ثلاث سنوات من الحصار انتهى العدوان عى يد خمسة من أشراف قريش.
اتفقوا سرًا بالاجتماع صباحًا على رأي واحد أمام الجمع، وذلك: بنقض ذلك العهد الجائر.
فأصبح أولهم وهو "زهير بن أمية" قائلا في الناس: "يا أهل مكة نحن نأكل ونلبس وبنو هاشم والمطلب هلكى لايبيعون ولا يبتاعون؟! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة"، فقام ثانيهم وثالثهم و.. يؤيدون ذلك.
فقال أبو جهل: "هذا امردبر بليل"، ثم جاء أبو طالب يخبرهم أن الله سلَّط "الأرضة" على الصحيفة فأكلت ما فيها إلا "باسمك اللهم" من هنا انتهى الحصار على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
(3)
فائدة من الحصار-1-
كانت تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم لأفراد المسلمين ألاَّ يواجهوا العدو، وأن يضبطوا أعصابهم، فلا يُشعلوا فتيل المعركة أو المواجهة, فالتزم الصحابة بذلك.
وهذا يدلك على عظمة الصف المؤمن, في التزامه بأوامر قائده، وبعده عن التصرفات الطائشة بل لقد كانت أعظم تربية في هذه المرحلة هي صبر أبطال الأرض على هذا الأذى, دون مقاومة، مثل حمزة وعمر، وأبي بكر وعثمان رضي الله عنهم.
(4)
فائدة من الحصار-2-
كانت هذه السنوات الثلاثة زادًا عظيمًا في بناء وتربية الجيل الاول, بالصبر على الابتلاء، والتحمل آلام الجوع والعطش، ورغم ذلك فلم تتوقف الدعوة في تلك الفترة، ولم يتوان الصحابة في ذلك رغم اشتداد البلاء عليهم، بل كانت تحقق انتصارات رائعة في الحبشة، وفي نجران، وفي دَوْس، وفي غفار, بل يمكن أن نقول إن حادثة المقاطعة كانت سببًا في خدمة الدعوة والدعاية لها بين قبائل العرب، وفي موسم الحج, ولفتت الأنظار إلى هذه الدعوة التي يتحمل أصاحبها الجوع والعطش والعزلة كل هذا الوقت .
- التصنيف:
- المصدر: