لا تحزن - الحزنُ ليس مطلوباً شرعاً، ولا مقصوداً أصلاً (3)
فإن الحُزْن المحمود إنْ حُمِدَ بَعْدَ وقوعِهِ، وهو ما كان سببُه فوْت طاعةٍ، أو وقوع معصيةٍ، فإنَّ حُزْنَ العبدِ على تقصيرِهِ مع ربّه وتفريطِهِ في جَنْبِ مولاه: دليلٌ على حياتهِ وقبُولِهِ الهدايةَ، ونورِهِ واهتدائِهِ.
فإن الحُزْن المحمود إنْ حُمِدَ بَعْدَ وقوعِهِ، وهو ما كان سببُه فوْت طاعةٍ، أو وقوع معصيةٍ، فإنَّ حُزْنَ العبدِ على تقصيرِهِ مع ربّه وتفريطِهِ في جَنْبِ مولاه: دليلٌ على حياتهِ وقبُولِهِ الهدايةَ، ونورِهِ واهتدائِهِ.
أما قولُه صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الصحيحِ: «
وأما حديثُ هنْدِ بن أبي هالة، في صفةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أنهُ كان متواصلَ الأحزانِ"، فحديثٌ لا يثبُتُ، وفي إسنادهِ من لا يُعرَفُ، وهو خلاف واقعِهِ وحالِهِ صلى الله عليه وسلم.
وكيف يكونُ متواصلَ الأحزانِ، وقد صانَهُ اللهُ عن الحزنِ على الدنيا وأسبابها، ونهاهُ عن الحزنِ على الكفارِ، وغَفَرَ له ما تقدَّم من ذنبِهِ وما تأخَّرَ؟! فمن أين يأتيهِ الحزنُ؟! وكيفَ يَصلُ إلى قلبِهِ؟! ومن أي الطرق ينسابُ إلى فؤادِهِ، وهو معمورٌ بالذِّكرِ، ريّانٌ بالاستقامةِ، فيّاضٌ بالهداية الربانيةِ، مطمئنٌّ بوعدِ اللهِ، راض بأحكامه وأفعالِه؟! بلْ كانَ دائمَ البِشْرِ، ضحوك السِّنِّ، كما في صفته "الضَّحوك القتَّال"، صلوات الله وسلامه عليه.
ومَن غاصَ في أخبارهِ ودقَّقَ في أعماقِ حياتِهِ واسْتَجْلَى أيامَهْ، عَرَفَ أنه جاءَ لإزهاقِ الباطلِ ودحْضِ القَلَقِ والهمِّ والغمِّ والحُزْنِ، وتحريرِ النفوسِ من استعمارِ الشُّبَهِ والشكوكِ والشِّرْكِ والحَيْرَةِ والاضطرابِ، وإنقاذهِا من مهاوي المهالكِ، فللهِ كمْ له على البَشَرِ من مِنَنٍ.
- التصنيف:
- المصدر: