لا تحزن - ضبْطُ العواطف (1)
إنَّ العواطف الهائجةَ تُتْعِبُ صاحبها أيَّما تَعَبٍ، وتضنيهِ وتؤلمُهَ وتؤرِّقُهُ، فإذا غضب احتدَّ وأزبد، وأرعد وتوعَّد، وثارتْ مكامنُ نفسِهِ، والتهبتْ حُشاشَتُهُ، فيتجاوزُ العَدْلَ، وإن فرحَ طرِبَ وطاشَ، ونسيَ نفسَه في غمرةِ السرورِ وتعدّى قدره، وإذا هَجَرَ أحداً ذمَّه، ونسِي محاسنَهُ، وطمس فضائِلَهُ، وإذا أحبَّ آخر خلع عليه أوسمة التبجيلِ، وأوصله إلى ذورةِ الكمالِ.
تتأجَّجُ العواطفُ وتعصفُ المشاعرُ عند سببين: عند الفرحةِ الغامرةِ، والمصيبةِ الدَّاهمةِ، وفي الحديثِ: « »، {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: « ».
فمَنِ مَلَكَ مشاعره عندَ الحدَث الجاثم وعند الفرَح الغامرِ، استحقَّ مرتبةَ الثباتِ ومنزلةَ الرسوخِ، ونالَ سعادة الراحةِ، ولذَةَ الانتصارِ على النفسِ، واللهُ جلَّ في عُلاه وصف الإنسان بأنهُ فرِحٌ فخورٌ، وإذا مسَّه الشرُّ جزوعاً وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعاً، إلاَّ المصلِّين. فَهُم على وسطيةٍ في الفرحِ والجزعِ، يشكرونَ في الرخاءِ، ويصبرون في البلاءِ.
إنَّ العواطف الهائجةَ تُتْعِبُ صاحبها أيَّما تَعَبٍ، وتضنيهِ وتؤلمُهَ وتؤرِّقُهُ، فإذا غضب احتدَّ وأزبد، وأرعد وتوعَّد، وثارتْ مكامنُ نفسِهِ، والتهبتْ حُشاشَتُهُ، فيتجاوزُ العَدْلَ، وإن فرحَ طرِبَ وطاشَ، ونسيَ نفسَه في غمرةِ السرورِ وتعدّى قدره، وإذا هَجَرَ أحداً ذمَّه، ونسِي محاسنَهُ، وطمس فضائِلَهُ، وإذا أحبَّ آخر خلع عليه أوسمة التبجيلِ، وأوصله إلى ذورةِ الكمالِ.
- التصنيف:
- المصدر: