لا تحزن - وقفة (4)

منذ 2014-05-04

لا تحزنْ: فإنَّ عمركَ الحقيقيَّ سعادتُك وراحةُ بالِك، فلا تُنفقْ أيامكَ في الحزْنِ، وتبذِّرْ لياليَك في الهمِّ، وتوزِّع ساعاتِك على الغمومِ ولا تسرفْ في إضاعةِ حياتِك، فإنَّ الله لا يحبُّ المسرفين.

  • لا تحزنْ: لأنَّ القضاءَ مفروغٌ منهُ، والمقدورُ واقعٌ، والأقلامُ جَفَّتْ، والصحفُ طُويتْ، وكلُّ أمرٍ مستقرٌّ، فحزنُك لا يقدِّمُ في الواقعِ شيئاً ولا يؤخِّرُ، ولا يزيدُ ولا يُنقِصُ.
     
  • لا تحزنْ: لأنك بحزنِك تريدُ إيقافَ الزمنِ، وحبسَ الشمسِ، وإعادةَ عقاربِ الساعةِ، والمشيَ إلى الخلفِ، وردَّ النهرِ إلى منبعِهِ.
     
  • لا تحزنْ: لأنَّ الحزَنَ كالريحِ الهوْجاءِ تُفسدُ الهواءَ، وتُبعثرُ الماءَ، وتغيِّرُ السماءَ، وتكسرُ الورودَ اليانعة في الحديقةِ الغنَّاءِ.
     
  • لا تحزنْ: لأنَّ المحزون كالنهرِ الأحمقِ ينحدرُ من البحرِ ويصبُّ في البحرِ، وكالتي نقضتْ غزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً، وكالنافِخِ في قربةٍ مثقوبةٍ، والكاتبِ بإصبعهِ على الماءِ.
     
  • لا تحزنْ: فإنَّ عمركَ الحقيقيَّ سعادتُك وراحةُ بالِك، فلا تُنفقْ أيامكَ في الحزْنِ، وتبذِّرْ لياليَك في الهمِّ، وتوزِّع ساعاتِك على الغمومِ ولا تسرفْ في إضاعةِ حياتِك، فإنَّ الله لا يحبُّ المسرفين.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 1
  • 1
  • 2,884
المقال السابق
دعِ القَلَقَ (3)
المقال التالي
لفرح بتوبة الله عليك (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً