قدم ساعتك ساعة وابكِ على عمرك ساعة
مع تطبيق التوقيت الصيفي فعليك أن تقدم ساعتك ساعة كاملة وتبكي على عمرك ساعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ثم أما بعد:
مع تطبيق التوقيت الصيفي فعليك أن تقدم ساعتك ساعة كاملة وتبكي على عمرك ساعة فسبحان الله وأنت تعيش في هذه الدنيا بين الشهوات وبين حب الدنيا ونسيان الآخرة ومع التسويف نجد بأنه يمر من عمرك الوقت الكثير والساعات الكثيرة ولو في المباحات فنفرح بالدنيا ومتاعها كما قال تعالى: {اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الحديد:26] ، وهو القائل سبحانه وتعالى: {وَمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [العنكبوت:64] ، وهو القائل سبحانه وتعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [الحديد:20] ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا قيمة الدنيا فقال: « » (رواه البخاري)
فبالتفكير في لحظة تغير الوقت ستجد بأن ساعتك الآن الثانية عشر وفي نفس اللحظة عليك أن تقدم ساعتك بيدك إلى الساعة الواحدة وكأنه سبحان الله مرّ من عمرك ساعة في ثانية واحدة فقط فيحق فينا قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّـهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [يونس:45]
فسبحان الله يمر العمر سريعًا وكأنه ساعة فما بالك بكم ساعة قد ضاعت في اللهو واللعب وحب الزوجة والأولاد ونسيان النفس و الآخرة فقال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران:14] وصدق الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى "إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها".
فمن باب التذكير بقول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:55] علينا أن نتذكر بأن العمر يمر سريعًا وسوف نعود للرحمن الرحيم فاستغل كل لحظة في طاعة الله تعالى حتى لا يحق فيك قول الله تعالى:{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف:20]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
- التصنيف:
- المصدر: