لا تحزن - فطرة اللهِ

منذ 2014-05-21

إنَّ الكثير يسألُ الله وقت حاجتِه وهو متضرِّعٌ إلى ربِّه، فإذا تحقَّق مطلبُه أعرض ونأى بجانبِه، واللهُ عزَّ وجلَّ لا يُلعبُ عليه كما يُلعبُ على الولدانِ، ولا يُخادعُ كما يُخادعُ الطفلُ، {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}. إنَّ الذين يلتجئون إلى اللهِ في وقتِ الصَّنائعِ ما همْ إلا تلاميذٌ لذاك الضالِّ المنحرفِ فرعون، الذي قيل لهُ بعد فواتِ الأوانِ: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

  • فطرة اللهِ: إذا اشتدَّ الظلامُ وزمجر الرَّعْدُ وقصفتِ الريحُ، استيقظتِ الفطرةُ. {جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}. غَيْرَ أنَّ المسلم يدعو ربَّه في الشدَّةِ والرخاءِ، والسراءِ والضراءِ: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.

    إنَّ الكثير يسألُ الله وقت حاجتِه وهو متضرِّعٌ إلى ربِّه، فإذا تحقَّق مطلبُه أعرض ونأى بجانبِه، واللهُ عزَّ وجلَّ لا يُلعبُ عليه كما يُلعبُ على الولدانِ، ولا يُخادعُ كما يُخادعُ الطفلُ، {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}. إنَّ الذين يلتجئون إلى اللهِ في وقتِ الصَّنائعِ ما همْ إلا تلاميذٌ لذاك الضالِّ المنحرفِ فرعون، الذي قيل لهُ بعد فواتِ الأوانِ: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

    سمعتُ هيئة الإذاعةِ البريطانيةِ تُخبرُ حين احتلَّ العراقُ الكويت: أن تاتشر رئيسة الوزراءِ البريطانية السابقة كانت في ولايةِ كلورادو الأمريكيةِ، فلما سمعتِ الخبر هُرِعتْ إلى الكنيسةِ وسجدتْ!

    ولا أفسرُ هذه الظاهرة إلا باستيقاظِ الفطرةِ عند مِثْلِ هؤلاءِ إلى فاطرِها عزَّ وجلَّ، مع كفرِهم وضلالِهم، لأنَّ النفوس مفطورةٌ على الإيمانِ بهِ تعالى: «كلُّ مولودِ يُولدُ على الفطرةِ، فأبواهُ يهوِّدانِهِ أو ينصِّرانِه أو يمجِّسانِهِ».
     
  • لا تحزنْ على تأخُّر الرِّزقِ، فإنِّه بأجلٍ مسمّىً: الذي يستعجلُ نصيبه من الرِّزقِ، ويبادرُ الزمن، ويقلقُ منْ تأخُّرِ رغباتِه، كالذي يسابقُ الإمام في الصلاةِ، ويعلُم أنَّه لا يسلِّمُ إلا بعْد الإمام! فالأمورُ والأرزاقُ مقدَّرةٌ، فُرِغ منها قبل خلْقِ الخليقةِ، بخمسين ألف سنةٍ، {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}، {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ}.

    يقولُ عمرُ: اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من جلدِ الفاجرِ، وعجزِ الثقةِ. وهذهِ كلمةٌ عظيمةٌ صادقةٌ. فلقدْ طُفْتُ بفكري في التاريخِ، فوجدتُ كثيراً منْ أعداءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، عندهمْ منْ الدَّأبِ والجلدِ والمثابرةِ والطُّموحِ: العَجَبَ العُجابَ. ووجدتُ كثيراً من المسلمين عندهمْ من الكسلِ والفتورِ والتَّواكُلِ والتَّخاذُلِ: ما اللهُ به عليمٌ، فأدركتُ عُمْق كلمةِ عُمَرَ رضي اللهُ عنه.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,316
المقال السابق
إرادةٌ فولاذيةٌ
المقال التالي
انغمسْ في العملِ النافعِ (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً