لا تحزن - أُمَّهاتُ المراثي (1)

منذ 2014-05-25

ما أجمل العباراتِ، وما أجمل الأبياتِ، وما أنْبَلَ هذهِ المُثُل، وما أضخم هذهِ المعاني. الله ما أجْملها من أوسمةٍ، وما أحسنها من تِيجان!!

  • هناك ثلاثُ قصائد خلَّدتْ منْ قِيلتْ فيهم: ابنُ بقيَّة الوزيرُ الشهيرُ، قتلهُ عَضُدُ الدولةِ، فرثاهُ أبو الحسنِ الأنباريُّ بقصيدتِه الرائعةِ العامرةِ، ومنها:

عُلُوٌّ في الحياةِ وفي المماتِ *** لحقٌّ تِلْك إحدى المُعجزاتِ
كأنَّ الناس حوْلك حين قاموا *** وفودُ نداك أيام الصِّلاتِ
كأنَّك واقِفٌ فيهم خطيباً *** وهمْ وقفُوا قِياماً للصَّلاةِ
مددت يديْك نحوهمُو اختفاءً *** كمدِّهما إليهمْ بالهِباتِ
ولما ضاق بطنُ الأرضِ عنْ أنْ *** يُواروا فيه تلك المكْرُماتِ
أصاروا الجوَّ قبرك واستعاضوا *** عليك اليوم صوت النّائِحاتِ
وما لك تُربةٌ فأقولُ تُسقى *** لأنَّك نُصْب هطْلِ الهاطِلاتِ
عليك تحيَّة الرحمنِ تتْرى *** بتبريكِ الفؤادِ الرّائِحاتِ
لِعظْمِك في النُّفُوسِ تباتُ تُرعى *** بحُراسٍ وحُفَّاظٍ ثقاتِ
وتُوقدُ حولك النيرانُ ليلاً *** كذلك كُنت أيام الحياةِ


ما أجمل العباراتِ، وما أجمل الأبياتِ، وما أنْبَلَ هذهِ المُثُل، وما أضخم هذهِ المعاني. الله ما أجْملها من أوسمةٍ، وما أحسنها من تِيجان!!
لمَّا سمع هذه الأبيات عضدُ الدولة الذي قتلهُ، دمعتْ عيناه وقال: وددتُ واللهِ أنني قُتلتُ وصُلِبْتَ، وقيِلتْ فيَّ.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 1
  • 0
  • 1,485
المقال السابق
السعادةُ موهبةٌ ربَّانيَّة
المقال التالي
أُمَّهاتُ المراثي (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً