لا تحزن - الأمْنُ مطلبٌ شرعيٌّ وعقليٌّ
للهِ ما أتْعسَ الدَّنيا، إنْ صحَّتْ منْ جانبٍ فسدتْ منْ جانبٍ آخر، إنْ أقبل المالُ مَرِضَ الجسمُ، وإنْ صحَّ الجسمُ حلَّتِ المصائبُ، وإنْ صلُح الحالُ واستقام الأمرُ حلَّ الموتُ.
- الأمْنُ مطلبٌ شرعيٌّ وعقليٌّ: {أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}، {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً}، {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}، {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}.
« ».
- فأمنُ القلبِ: إيمانُه ورسوخُه في معرفةِ الحقِّ، وامتلاؤُه باليقينِ.
- وأمْنُ البيتِ: سلامتُه من الانحرافِ، وبُعْدُه عنِ الرذيلةِ، وامتلاؤُهُ بالسكينةِ، واهتداؤه بالبرهانِ الرَّبّانيِّ.
- وأمْنُ الأمةِ: جمْعُها بالحبِّ، وإقامةُ أمرِها بالعَدْلِ، ورعايتُها بالشريعةِ.
- والخوف عدوُّ الأمنِ {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ}، {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
- ولا راحة لخائفٍ ولا أمْن لملحِدٍ، ولا عيش لمريضٍ.
إنَّما العُمرُ صحَّةٌ وكفافٌ *** فإذا وليا عن العُمرِ ولَّى
للهِ ما أتْعسَ الدَّنيا، إنْ صحَّتْ منْ جانبٍ فسدتْ منْ جانبٍ آخر، إنْ أقبل المالُ مَرِضَ الجسمُ، وإنْ صحَّ الجسمُ حلَّتِ المصائبُ، وإنْ صلُح الحالُ واستقام الأمرُ حلَّ الموتُ.
خرج الشاعرُ الأعشى منْ (نجدٍ) إلى الرسولِ صلى الله عليه وسلم يمتدحُه بقصيدةٍ ويسلمُ، فعرض له أبو سفيان فأعطاهُ مائة ناقةٍ، على أنْ يترك سفَرَهُ ويعود إلى ديارِهِ، فأخذ الإبل وعاد، وركب أحدها فهو جلتْ به، فسقط على رأسِهِ، فاندقَّتْ عنقُهُ، وفارق الحياة، بلا دينٍ ولا دنيا. أمَّ قصيدتُه التي هيَّأها ليقولها بين يديْ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فهي بديعةُ الحُسْنِ يقولُ فيها:
شبابٌ وشيبٌ وافتقارٌ وثروةٌ *** فللّهِ هذا الدَّهرُ كيف تردَّدا
إذا أنت لمْ ترْحلْ بزادٍ من التُّقى *** ولاقيت بعد الموتِ منْ قدْ تزوَّدا
ندمْت على أنْ لا تكون كمثْلِهِ *** وأنَّك لمْ تُرْصِدْ لما كان أرْصدَا
- التصنيف:
- المصدر: