لا تحزن - قيِمتُك شيءٌ آخرُ

منذ 2014-05-26

هذا وفوائدُ القراءةِ فوق الحَصْرِ، ونعوذُ باللهِ منْ موتِ الهِممِ وخِسَّةِ العزيمةِ، وبرودِ الرُّمحِ، فإنها منْ أعظمِ المصائبِ.

  • لا تحزنْ إنْ قلَّ مالُك أو رثَّ حالُك، فقيِمتُك شيءٌ آخرُ: قال عليٌّ رضي اللهُ عنهُ: قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسِنُ.
    فقيمةُ العالمِ عِلْمُهُ قلَّ منهُ أو كُثرَ، وقيمةُ الشاعرِ شعرُه أحسن فيهِ أو أساء.
    وكلُّ صاحبِ موهبةٍ أو حرفةٍ إنما قيمتُه عند البشرِ تلك الموهبةُ أو تلك الحرفةُ ليس إلا، فليحرصِ العبدُ على أنْ يرفع قيمتهُ، ويُغلي ثمنه بعملِهِ الصالحِ، وبعلْمِه وحكمتِه، وجُودِهِ وحفْظِهِ، ونبوغِه واطِّلاعِه، ومُثابرتِه وبحْثِهِ، وسؤالِه وحِرْصِهِ على الفائدةِ، وتثقيفِ عقْلِهِ وصقْلِ ذهنهِ، وإشعالِ الطموحِ في رُوحِهِ، والنُّبلِ في نفسِهِ، لتكون قيمتُه غاليةً عاليةً.

     
  • لا تحزنْ، واعلمْ أنك بوساطةِ الكُتُبِ​ يمكنُ أن تُنمِّي مواهبك وقدراتِك: مطالعةُ الكتبِ تُفتِّقُ الذِّهن، وتهدي العِبر والعظاتِ، وتمدُّ المطَّلعِ بمددٍ من الحِكم، وتُطلقُ اللسان، وتُنمِّي مَلَكةَ التفكيرِ، وترسِّخُ الحقائق، وتطردُ الشُّبَهَ، وهي سلوةٌ للمتفرِّدِ، ومناجاةٌ للخاطر، ومحادثةٌ للسامرِ، ومتعةٌ للمتأمِّلِ، وسراجٌ للسَّاري، وكلَّما كٌرِّرتِ المعلومُةٌ وضُبطتْ، ومُحِّصتْ، أثمرتْ وأينعتْ وحان قِطافُها، واستوتْ على سوقِها، وآتت أُكُلها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها، وبلغ الكتابُ بها أجَلَهُ، والنبأُ مستقرَّهُ.

    وهجْرُ المطالعةِ، وترْكُ النظرِ في الكتبِ والانفرادُ بها، حُبْسهٌ في اللسانِ، وحَصْرٌ للطَّبعِ، وركودٌ للخاطرِ ، وفتورٌ للعقلِ، وموتٌ للطبيعةِ، وذبولٌ في رصيدِ المعرفةِ، وجفافٌ للفكرِ، وما منْ كتابٍ إلا وفيهِ فائدةٌ أو مَثَلٌ، أو طُرفةٌ أو حكايةٌ، أو خاطرةٌ أو نادرةٌ.

    هذا وفوائدُ القراءةِ فوق الحَصْرِ، ونعوذُ باللهِ منْ موتِ الهِممِ وخِسَّةِ العزيمةِ، وبرودِ الرُّمحِ، فإنها منْ أعظمِ المصائبِ.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 2
  • 0
  • 1,457
المقال السابق
يُدركُ الصَّبُورُ أحْمَدَ الأمورِ (2)
المقال التالي
عجائب خلقِ اللهِ في الكونِ (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً