ذكريات في المشفى - (35) لقاء مع صوفيَّةٍ قبوريَّةٍ مُتعصِّبة!

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

فلما دخلتُ القسم المراد بطاعةٍ ورضا، راعني كثرة الأسرَّة فيه والمرضى..

فلما استقرَّ بي هناك المقام، بعد أن ألقيتُ على الحاضرات السلام..

إذا بصاحبة الفراش المجاور، تتطَّلع إليَّ بفضولٍ وتًحاور..

بعد أن رأيتها تهمِز وتلمِز، على ما أرتديه من حجاب وألبس..!

سألت بلهجةٍ قرويةٍ متحكِّمة: أين تسكنين في هذه العاصمة؟

فتعجبتُ من هذه الحشرية، وحاولتُ إجابتها بنفسٍ رضية..

فلما سمعت العنوان، لمعت عيناها بحبورٍ وافتتان..

ثم واصلت بسرور الكلام: إذن أنتِ قريبة من سيدكِ فلان؟!

فدفعتُ قولها وقد أثارني وصفها: لم سيدي...! لا ليس بسيدي..!

فقالت ثائرة بصورتٍ مريع: بل سيدكٍ وسيد الجميع...!

فتغيَّظتُ عليها وقلت: مهلكِ.. مهلكِ.. بل هو سيدكِ وحدكِ..

فأرسلت لي من عينيها سهامٍ سُمِّية، وقالت كذا أنتم حاملو شعار السلفية!

نحن نحج كل عام إلى هذا الشيخ نتبرَّك بذلك المقام...

بينما أنتم بالجوار، لا تتكلَّفون زيارته في ليلٍ أو نهار!

فلم أستطع الصمت فاندفعتُ وقلت: فعل ذلك بالإضافة إلى التبرُّك شرك؟!

قالت صارخة بصوتِ مُعَارِك: بل هو قربة نتقرَّب بها إلى ربِّ المعارِج!

ولكنكم أيها السلف لا تفقهون؛ تلك عهود ومواثيق نحن بها قائمون...!

ثم شزرتني بنظاراتٍ نارية.. ورفعت لواء المخاصمة والعِدائية...!

والحق كان هذا زيادة في الشقاء والبلاء، فقد كان يكفيني ما أنا فيه من ألمٍ وعناء...

و..

يتبع...
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,002
المقال السابق
(34) وكانت البداية غير مُبشِّرة!
المقال التالي
(36) السوق!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً