لا تحزن - لا هذا ولا هذا

منذ 2014-06-05

ليس في الوجود شيءٌ أصعبُ من الصبرِ، إما عن المحبوبِ، أو على المكروهاتِ. وخصوصاً إذا امتدَّ الزمان، أو وقع اليأسُ من الفرجِ. وتلك المدةُ تحتاجُ إلى زادٍ يُقطعُ به سفرُها

  • لا هذا ولا هذا: يقولُ مطرِّف بنُ عبدالله: أشرُّ السَّيْرِ الحقحقة. وهو الذي يجتهد في السيرِ حتى يضرَّ بنفسهِ ودابتِه.

    وفي الحديثِ: 
    «شرُّ الرِّعاء الحُطَمَةُ». وهو الذي يتعسّفُ في ولايتِه لأهلِه أو من ولاه اللهُ شأنه. إن الكرم بين الإسرافِ والبخلِ، وإن الشجاعة بين الجبنِ والتهورِ، وإن الحلم بين الحدَّةِ والتبلُّد، وإن البسمة بين العبوس والضحك، وإن الصبر بين القسوة والجزعِ، وللغلوِّ دواءٌ هو التخفيفُ من هذا الغلوِّ، وإطفاءُ شيءٍ من هذا اللهيب المحرق وللجفاءِ دواء هو سوْطُ عزمٍ، وومضةُ هِمَّة، وبارقةُ من رجاءٍ، {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.
     
  • وقفـةٌ: ليس في الوجود شيءٌ أصعبُ من الصبرِ، إما عن المحبوبِ، أو على المكروهاتِ. وخصوصاً إذا امتدَّ الزمان، أو وقع اليأسُ من الفرجِ. وتلك المدةُ تحتاجُ إلى زادٍ يُقطعُ به سفرُها، والزاد يتنوعُ من أجناسٍ:

    فمنه: تلمُّحُ مقدارِ البلاءِ، وقد يمكنُ أن يكون أكثر.
    ومنه: أنه في حالِ فوقها أعظمُ منها، مثل أن يُبتلى بفقْدِ ولدٍ وعنده أعزُّ منه.
    ومن ذلك: رجاء العِوضِ في الدنيا.
    ومنه: تلمُّح الأجرِ في الآخرةِ.
    ومنه: التلذُّذُ بتصويرِ المدحِ والثناءِ من الخلْقِ فيما يمدحون عليه، والأجرُ من الحقِّ عزَّ وجلَّ.
    ومن ذلك: أن الجزع لا يفيدُ، بل يفضحُ صاحِبهُ.
    إلى غيْرِ ذلك من الأشياء التي يقدحُها العقلُ والفكرُ، فليس في طريقِ الصبرِ نفقةٌ سواها، فينبغي للصابرِ أن يشغل بها نفسه، ويقطع بها ساعاتِ ابتلائِهِ.

     

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,620
المقال السابق
المنهج وَسَط
المقال التالي
من صفات الأولياء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً