لا تحزن - كفى باللهِ وكيلاً وشهيداً
منذ 2014-06-08
{وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
- كفى باللهِ وكيلاً وشهيداً: ذكر البخاريُّ في صحيحهِ: أن رجلاً من بني إسرائيل طلب من رجلٍ أن يُقرضه ألف دينارٍ، قال: هل لك شاهدٌ؟ قال: ما معي شاهدٌ إلا اللهُ. قال: كفى بالله شهيداً. قال: هل معك وكيلٌ؟ قال: ما معي وكيل إلا اللهُ. قال: كفى بالله وكيلاًً. ثم أعطاه ألف دينار، وذهب الرجل وكان بينهما موعدٌ وأجلٌ مسمَّى، وبينهما نهرٌ في تلك الديارِ، فلما حان الموعدُ أتى صاحبُ الدنانيرِ ليعيدها لصاحبِها الأولِ، فوقف على شاطئ النهرِ، يريدُ قارباً يركبُه إليه، فما وجد شيئاً، وأتى الليلُ وبقي وقتاً طويلاً، فلم يجدْ من يحملُه، فقال: اللهمَّ إنه سألني شهيداً فما وجدتُ إلا أنت، وسألني كفيلاً فما وجدتُ إلا أنت، اللهمّ بلِّغْه هذه الرسالة. ثم أخذ خشبةً فنقرها وأدخل الدنانير فيها، وكتب فيها رسالةً، ثم أخذ الخشبة ورماها في النهرِ، فذهبتْ بإذنِ الله، وبلطفِ اللهِ، وبعنايةِ اللهِ سبحانه وتعالى، وخرج ذاك الرجلُ صاحبُ الدنانير الأولُ ينتظرُ موعد صاحبهِ، فوقف على شاطئ النهرِ وانتظر فما وجد أحداً، فقال: لِم لا آخذ حطباً لأهل بيتي؟! فعرضتْ له الخشبةُ بالدنانير، فأخذها وذهب بها إلى بيتِه، فكسرها فوجد الدنانير والرسالة.
لأنَّ الشهيد سبحانه وتعالى أعان، ولأن الوكيل أدَّى الوكالة، فتعالى اللهُ في عُلاهُ.
{وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
{وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
- وقفـةٌ:
قال لبيدُ:
فاكذبِ النفس إذا حدَّثْتها *** إنَّ صِدْق النفسِ يُزْرِي بالأملْ
وقال البستيُّ:
أفِدْ طبعك المكدود بالهمِّ راحةً *** تجمَّ وعلِّلْهُ بشيءٍ من المزْحِ
ولكنْ إذا أعطيته ذاك فليكنْ *** بمقدارِ ما يُعطى الطعامُ مِن الملحِ
وقال أبو علي بن الشبل :
بحفظِ الجسمِ تبقى النفسُ فيهٍ *** بقاء النارِ تُحفظُ بالوعاءِ
فباليأسِ المُمِضِّ فلا تُمِتْها *** ولا تمددْ لها طول الرجاءِ
وعِدْها في شدائدها رخاءً *** وذكِّرْها الشدائد في الرخاءِ
يُعدُّ صلاحُها هذا وهذا *** وبالتركيبِ مَنْفَعَةُ الدواءِ
- التصنيف:
- المصدر: