لا تحزن - أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ (1)

منذ 2014-06-08

كان سعدُ بنُ أبي وقَّاص يدركُ هذه الحقيقة، وهو أحدُ العشرةِ المبشرين بالجنةِ، وقد دعا له صلى الله عليه وسلم بسدادِ الرمي وإجابةِ الدعوةِ، فكان إذا دعا أُجيبْت دعوتُه كَفَلقِ الصبحِ.

كان سعدُ بنُ أبي وقَّاص يدركُ هذه الحقيقة، وهو أحدُ العشرةِ المبشرين بالجنةِ، وقد دعا له صلى الله عليه وسلم بسدادِ الرمي وإجابةِ الدعوةِ، فكان إذا دعا أُجيبْت دعوتُه كَفَلقِ الصبحِ.

أرسل عمرُ رضي اللهُ عنه أناساً من الصحابة يسألون عن عدْلِ سعدٍ في الكوفةِ، فأثنى الناسُ عليه خيْراً، ولما أتْوا في مسجدِ حيٍّ لبني عبْسٍ، قام رجلٌ فقال: أما سألتموني عنْ سعدٍ؟ فإنه لا يعدلُ في القضيةِ، ولا يحكمُ بالسَّويَّةِ، ولا يمشي مع الرعية. فقال سعدٌ: اللهمَّ إنْ كان قام هذا رياءً وسمعةً فأعْمِ بصره، وأطلْ عمره، وعرِّضْه للفتنِ. فطال عُمْرُ هذا الرجلِ، وسقط حاجباهُ على عينيه، وأخذ يتعرَّضُ للجواري ويغمزهُنّ في شوارعِ الكوفةِ، ويقول: شيخٌ مفتون، أصابتْني دعوة سعْدٍ.

إنه الاتصالُ باللهِ عزَّ وجلَّ، وصدق النية معه، والوثوق بموعودِه، تبارك اللهُ ربَّ العالمين. 
وفي "سيرِ أعلامِ النبلاءِ": عن سُعد أيضاًَ: أن رجلاً قام يَسُبُّ علياً رضي اللهُ عنه، فدافع سعدٌ عن علي، واستمرَّ الرجل في السبِّ والشتمِ، فقال سعدٌ: اللهم اكفنيه بما شئت. فانطلق بعيرٌ من الكوفةِ فأقبل مسرعاً، لا يلوي على شيء، وأخذ يدخل من بينِ الناس حتى وَصَلَ إلى الرجلِ، ثم داسه بخفَّيْه حتى قتله أمام مشهدٍ ومرأى من الناسِ.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 17,561
المقال السابق
كفى باللهِ وكيلاً وشهيداً
المقال التالي
أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً