تدبر - [71] سورة الأنفال (4)
وترسخ آيات سورة الأنفال لقاعدتين وأصلين في غاية الأهمية يظن بعض الناس أن بينهما ثمة تعارض أو تناقض وهذا غير صحيح - الحقيقة أنهما يتكاملان ويتآزران..
بعض الناس يظن أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل على الله عز وجل، وسورة الأنفال تُبيِّن من خلال آياتها أن هذا غير صحيح؛ فتضعنا السورة أمام حقيقتين في غاية الأهمية:
الحقيقة الأولى: أن النصر من عند الله وحده فلا تعلّقوا قلوبكم إلا به: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال من الآية:10]..
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى} [الأنفال من الآية:17]..
الحقيقة الثانية: وجوب الأخذ بأسباب النصر وضرورة نبذ التواكل؛ وهذا لا ينافي {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ}، فهناك أسباب للنصر لا بُدَّ من الأخذ بها ووسائل و سُبُل للفتح لا بُدَّ من سلوكها..
لستم عبيدًا للأسباب بل عباد لله عز وجل..
لكن عليكم أيضًا أن تأخذوا بالأسباب وأن تعِدّوا..
فإن فعلتم ذلك كنتم بإذن الله مستحقين للنصر الذي هو من عنده وحده..
هذان المعنيان يترسخان في جُلّ آيات السورة فتأمَّل.
- التصنيف: