العبودية - وجوب الأمر بالمعروف (11)
وقال الفضيل بن عياض في قوله: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، قال أخلصه وأصوبه، قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه قال إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة.
وأما قوله: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}، وقوله: {أسلم وجهه لله}، فهو إخلاص الدين لله وحده، وكان عمر بن الخطاب يقول: اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
وقال الفضيل بن عياض في قوله: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، قال أخلصه وأصوبه، قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه قال إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة.
فإن قيل فإذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة لماذا عطف عليها غيرها كقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}، وقوله: {فاعبده وتوكل عليه}، وقول نوح: {اعبدوا الله واتقوه وأطيعون}، وكذلك قول غيره من الرسل قيل هذا له نظائر كما في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، والفحشاء من المنكر وكذلك قوله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}، وإيتاء ذي القربى هو من العدل والإحسان، كما أن الفحشاء والبغي من المنكر وكذلك قوله: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة}، وإقامة الصلاة من أعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا}، ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وأمثال ذلك في القرآن كثير.
- التصنيف:
- المصدر: