العبودية - التفاضل بالإيمان (12)

منذ 2014-08-19

ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله متوكلا عليه مفتقرا إليه في حصوله لم يحصل له فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود ومن حيث هو المسؤول المستعان به المتوكل عليه فهو إلهه لا إله له غيره وهو ربه لا رب سواه.

وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له، لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائما مفتقر إلى حقيقة {إياك نعبد وإياك نستعين}، فإنه لو أعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده ولم يحصل له عبادته لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصودة، وهو الحبوب له بالقصد الأول وكل ما سوا إنما يحبه لأجله لا يحب شيئا لذاته إلا الله متى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة لا إله إلا الله ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة وكان فيه من النقص والعيب بل من الألم والحسرة والعذاب بحسب ذلك.

ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله متوكلا عليه مفتقرا إليه في حصوله لم يحصل له فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود ومن حيث هو المسؤول المستعان به المتوكل عليه فهو إلهه لا إله له غيره وهو ربه لا رب سواه.
 

  • 0
  • 0
  • 997
المقال السابق
التفاضل بالإيمان (11)
المقال التالي
التفاضل بالإيمان (13)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً