تدبر - (375) سورة الدخان (1)

منذ 2014-09-06

وربما يصل الإمهال والمد الدنيوي، وتعاظم الملك والسلطان إلى درجات تجعل الغافل في حالة من الاتصال، والتآلف مع ذلك المتاع الزائل، تؤدي به إلى نسيان حقيقة أنه زائل عنه وأن ذلك المتاع نفسه زائل يومًا ما، وأنه لا بد تاركه ومفارقه مهما تعاظم وتجمل..

وربما يصل الإمهال والمد الدنيوي، وتعاظم الملك والسلطان إلى درجات تجعل الغافل في حالة من الاتصال، والتآلف مع ذلك المتاع الزائل، تؤدي به إلى نسيان حقيقة أنه زائل عنه وأن ذلك المتاع نفسه زائل يومًا ما، وأنه لا بد تاركه ومفارقه مهما تعاظم وتجمل..

{كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ . كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الدخان:25-29].

ذلك الترك لم يكن في حسبانهم، وتلك المفارقة لما تعودوا عليه وألفوه كانت مفاجأة بالنسبة لهم، وهم الذين بلغت بهم غفلتهم أن ظنوا الدنيا تحبهم ونعيمها يعشقهم! فكانت الحقيقة بخلاف ذلك تمامًا..

إن قيمتهم ليست لهذه الدرجة، ومقامهم في الأرض عادي وإن تعاظمت في نظرهم أنفسهم، في النهاية هم مجرد بشر يأتوا إلى الدنيا ثم يرحلوا عنها، مهما طال بهم الأمد، مهما علا شأنهم، وسيظلوا بشرًا حين يرحلوا لن يتغير شيء كثير في الكون، ولن تبكي السماء أو تنتحب الأرض فعلام الكبر؟!

{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ} [الدخان:29]. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,159
المقال السابق
تدبر - [359] سورة غافر (8)
المقال التالي
(376) سورة الدخان (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً