كيف ندعو الناس - حديث الأمة المسلمة

منذ 2014-09-10

ليست لا إله إلا الله درسا يتلى ثم ينتقل منه إلى غيره، إنما هي - كما قلت في كتاب سابق - درس يتلى وينتقل معه إلى غيره، ويظل هو حديث الأمة المسلمة إلى قيام الساعة.

ولكن علينا أن نتذكر كذلك أن التركيز على هذه القضية ليس سببه دائما أن المخاطبين مشركون! فالمؤمنون كذلك يحتاجون إلى مداومة التذكير بها وبمقتضياتها، والدليل على ذلك أن الحديث عن لا إله إلا الله لم ينقطع في القرآن الكريم، حتى بعد أن تكونت الجماعة المسلمة، وتمكنت في الأرض، ودخلت المعارك من أجل لا إله إلا الله، فقد أنزل الله في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا} [النساء: 136].

وأنزل الله آيات كثيرة في السور المدنية تربط التوجيهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بلا إله إلا الله ومقتضياتها، {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}، {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب}، {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} [آل عمران : 26-28]، {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [النساء: 59].
والأمثلة على ذلك كثيرة.
ومن ثم فليست لا إله إلا الله درسا يتلى ثم ينتقل منه إلى غيره، إنما هي - كما قلت في كتاب سابق - درس يتلى وينتقل معه إلى غيره، ويظل هو حديث الأمة المسلمة إلى قيام الساعة.

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 1
  • 0
  • 1,728
المقال السابق
حقيقة التوحيد (2)
المقال التالي
الحكمة والموعظة الحسنة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً