تأمُّلات في الطواف والسعي

منذ 2014-09-26

كأننا في الطواف نحاكي الكون في طاعتنا المُطلَقة لله.. تلك الطاعة التي نكون فيها سابحين في دوائر مُغلَقة، ننتهي فيها حيث بدأنا، وكأنها إشارةً أننا لم تحصل أي نصيب لدنيانا في هذا المشوار التعبُّدي..! بل كان امتثاًﻻ بحتًا ﻷمر الله كجزء من {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}...

وكأننا في الطواف نحاكي الكون في طاعتنا المُطلَقة لله.. تلك الطاعة التي نكون فيها سابحين في دوائر مُغلَقة، ننتهي فيها حيث بدأنا، وكأنها إشارةً أننا لم تحصل أي نصيب لدنيانا في هذا المشوار التعبُّدي..! بل كان امتثاًﻻ بحتًا ﻷمر الله كجزء من {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}[1]...!

ثم ننتقل إلى السعي الذي يحمل إشاراتٍ مختلفة، فنكون انتقلنا من عبادة السباحة في اﻷفلاك كأخواتنا الذرات والسماوات في كون الله إلى السعي في الدنيا واﻻجتهاد فيها في ضوء ما رسمه الله لنا من طريقٍ منير -مشوار السعي ذهابًا وإيِّابًا- فنكون مُتعبِّدين لله طائعين لكن هذه المرة كبشرٍ مُكلَّف له دور أعظم وأجلّ في ظل حريته المُقيَّدة التي يسعى بها إلى رزق الله في نور طريق الله!

وله تكريمٌ عن إخوانه في الكون من كل ذرةٍ ومجرّة بأن ينتهي في سعيه ليس أينما بدأ كما الطواف الذي فعله آنِفًا محاكيًا الكون العابد، بل ينتهي في مكانٍ غير الذي بدأ فيه وكأنما قد حصل شوطًا له، تعميرًا منه في كون الله {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[2]، ورِزقًا من الله كنصيبٍ له في دنياه {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص من الآية:77].

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]- [الأنبياء من الآية:33].

[2]- [هود من الآية:61].

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 1,184

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً