درر و فوائد - (28) درجات العلم وطبقاته

منذ 2014-10-09

يا طالب العلم فرق بين من يذكر الناس بالفتن ليحترزوا منها، وينبه على الخطأ ليُتجنب بحسن الاتباع وبين من يبشر الناس بالفتن ساخرًا شامتًا حتى لا يظل رجل منهم يؤمل في رحمة الله.

(281) العلم درجتان ولكل درجة طبقات، ولكل طبقة ما بين السماء والأرض من المراتب، علمك بالصواب وفيه معرفته طبقة، ثم قدرتك على التعبير عنه طبقة أعلى، وعلمك بالخطأ وفيه معرفته طبقة، وقدرتك على التعبير عنه طبقة أعلى، ثم تمييزك بين الخطأ والصواب والحكم على ما تقرأ وتسمع دون إفراط أو تفريط أعلاهم طبقة، رب علمنا ما ينفعنا وارزقنا العمل به واجعلنا من المخلصين.

(282) أسوأ من ينتسب للباطل هو من ينضجه مخلوطًا بالعسل على نيران من الخبث والدجل، ثم يقدمه في قراطيس من ذهب وفضة عليها مخمل موشى بالزبرجد واللآلئ تنخدع فيه العيون، وتتلذذ به البطون، وتتخطفه الأيدي، يقتل القلب بغير ما ألم بل يحرم به المرء لذة الألم! فكيف يستفيق من المحن؟ وما لجرح بميت إيلام!

(283) قالت في حيرة: "المراجعة فن لا أتقنه، أحب صياغة العبارات بنفسي، فإذا راجعت فلن أقنع بغير الهدم وإعادة البناء، ياله من وقت وجهد في غير موضعه"! قلتُ: لكل فن أهله!

(284) إذا نظرت إليه أو سمعت صوته أو قرأت كلماته، أدركت أنه يعيش بداخل إسطوانة باطنها مرآة أينما التفت لم يرى شيئًا سواه، فإذا تكلم تكلم من عالم المرآة! يحتاج أن يكسرها فيرى الأفق الممتد خلفها، لكن أكاد أجزم أنه لا يكاد يدرك أنه بحاجة لكسرها.. إنها تعجبه! اللهم إنا نعوذ بك من العجب والكبر

(285) ظن الناس أن نوع تخصص أدنى لن يجعل المتميز في ذلك الفن أدنى! فهو قد جد وفاق أقرانه، وهم إن هم إلا يظنون.

(286) يا طالب العلم فرق بين من يذكر الناس بالفتن ليحترزوا منها، وينبه على الخطأ ليُتجنب بحسن الاتباع وبين من يبشر الناس بالفتن ساخرًا شامتًا حتى لا يظل رجل منهم يؤمل في رحمة الله.

(287) جميل أن تراقب قلبك وعمله لا لتتوقف متحيرًا لتحليل ذلك، ولكن لكي تغير ما تعلم أنه خطأ.
(288) أنا لا أخشى من العدو.. فالقلب منه ينفر لكني أخشى من الصديق! إذا أراد أن يجبرني على الانحراف عن قول ما أدين الله به من الحق.
(289) الانتماء حاجة نفسية، وشهوة تميل بالإنسان، اقض وطرك منها وأشبعها بالانتماء لله ورسوله وصحابته، فإني أخشى أن غير ذلك من الانتماء قد لا تستطيع الفكاك من أسره.

(290) يا قوم إن الله لم يجعل في القلوب محبة لشخص إلا بطاعة، فلا ينبغي أن يطلب محبة الخلق بموافقتهم في باطل.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 10,065
المقال السابق
(27) خصال الأخرة
المقال التالي
(29) أسوأ الأخلاق (التعصب)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً