فضائل التوبة وكيفيتها
التوبة بفتح التاء وسكون الواو - مأخوذة من "توب" التاء والواو والباء كلمة واحدة تدل على الرجوع، فيُقال: تاب وأناب إذا رجع عن ذنبه. والتوبة هي الرجوع إلى الله أي: الرجوع من البُعد عن الله إلى القرب إليه سبحانه وتعالى.
التوبة بفتح التاء وسكون الواو - مأخوذة من "توب" التاء والواو والباء كلمة واحدة تدل على الرجوع، فيُقال: تاب وأناب إذا رجع عن ذنبه. والتوبة هي الرجوع إلى الله أي: الرجوع من البُعد عن الله إلى القرب إليه سبحانه وتعالى.. وللتوبة فضائل كثيرة وعظيمة منها:
• التوبة هدي الأنبياء والمرسلين؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (أخرجه ابن حبان في صحيحه).. مع أنه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
• فرحة الرب بتوبة العبد.
• توبة الله على التائبين.. أي: يقبل توبتهم.
• تبديل السيئات حسنات.. وذلك من فضل الرب جلا وعلا على عباده ورحمته بهم. فطوبى لك أيها التائب قبول الرب لتوبتك وفرحه بها وتبديل خطاياك إلى حسناتٍ تُخبَر بها.
• محبة الله للتوابين.. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة من الآية:222].
• المتاع الحسن.. يقول الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود:3]. يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان): "والظاهر أن المراد بالمتاع الحَسن سعة الرزق ورغد العيش والعافية في الدنيا".
• الفلاح والفوز إنما يكون بالتوبة.. فالفوز في الدنيا والآخرة مُعلَّق بالتوبة النصوح، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور من الآية:31].
• التوبة سبب في دعاء الملائكة للتائبين قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7].
• أنها سبب في نزول البركات من السماء وزيادة القوة قال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود:52].
• أنها سبب لكل خير قال تعالى: {فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [التوبة من الآية:3].
أخي المسلم.. أختي المسلمة.. عليك بالاستغفار ومحاسبة نفسك باستمرار.. استعظم الذنوب ولا تستحقرها.. وأحسِن الظن بالله تعالى واحرص على تذكُّر الآخرة دائمًا.. فإن قُصر الأمل وتذكُّر الآخرة من أعظم الموقظات للعبد.
أخي المسلم.. أختي المسلمة.. أقبِل على الله بقلبٍ منكسرٍ، ودمعٍ غزير، ووجدانٍ حيٍ وعبارةٍ صادقة.. وتُب إلى الله.. فالتوبة واجبة من كل ذنب.
فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلَّق بحق آدمي فلها شروط:
1- الإقلاع عن المعصية.
2- أن يندم على فعلها.
3- أن يعزم أن لا يعود إليها أبدًا.
أما ان كانت تتعلق بآدميٍ فشروطها أربعة: هذه الثلاثة.. وأن يبرأ من حق صاحبها. فإن كانت مالًا أو نحوه ردّه إليه، وإن كان حدّ قذفٍ ونحوه طلب عفوه.
وللتوبة المقبولة علامات:
1- أن يكون بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها.
2- أنه لا يزال الخوف مصاحِبًا له لا يأمن مكر الله طرفة عين.
3- إنخلاع قلبه وتقطعه ندمًا وخوفًا وهذا على قدر عظم المعصية وصغرها.
اللهم اغفر لنا خطايانا وجهلنا وإسرافنا في أمرنا.. آمين.
عثمان عطية محسب