أسطول الحرية

منذ 2014-12-17

جبنوا فكنت أبا السيوف المشهره *** وركبت خيلا للفتوح مضمّره

وشطبت عذر المنهكين بطلعة *** كانت مع حلَك المدار مظفّره

أبصرت غزة تستغيث بأهلها *** فدفعت للأحباب فيلق مرمره

فاستبشر الزيتون وهو محاصر *** وأتتك غزة والضلوع مجبّره

وقفتْ على الشطان ترقب عاشقاً *** معه السنابل والوجوه المقمره

وقفتْ، ولم تتعب، وطال طريقكم *** لكنها ظلت هناك مسمّره

كان الصغار يحدثون نفوسهم *** بالقادمين بدفتر وبمسطره

مليارُ ما فتحوا لغزة منفذاً *** كل المنافذ في الوجوه مسكّره

ونهضت من تحت الركام مكبراً *** فأتتك مفرزة الجلال مكبّره

البحر يدعو والسفائن خشعٌ *** ومُنى الأحبة نحو غزةَ مبحره

فتساقط الليل البهيم وأقبلت *** من كل ناحية قوىََ مستكبره

بدأ السواد مع البياض حواره *** فتشكلّت في البحر أعظمُ مجزره

شهداؤنا الأحـرار لم يتسـاقطوا *** كانوا لنا نحو الخلود القنطره

هذي هي إسرائيل قصة قاتل *** أبطالها عصفورة ومجنزره

يا أيها الفجر الذي أيقظتنا *** علّمتنا أنّا لدينا المقدره

لم تكترث بالنائمين على اللظى *** فنهضت وحدك والصفوف مبعثرة

ودعوت للعرب الذين تجمّدوا *** والشام تغلي حولهم بالمغفرة

وفتحت في رفح العروبة معبراً *** لما انتصبت مزلزلا ًفي أنقره!

خطفوا من الأطفال بسمة عمرهم *** وتطيروا حتى بشدو القبرّه

وتعاهدوا أن تركع الدنيا لهم *** وتجيءَ غزة وهي ترجو المعذره!

لكنها لم تحن يوماً رأسها *** لم تنتظر قمح العدو وسكّره

ربطت على الصوّان حرقة جوعها *** لتقولَ: كم تبدو الفجائع مثمره

دمُنا على كل الجهات موزعٌ *** ووجوهنا بيعت بسوق السمسره

حبلٌ على الجرار جرحُ بلادنا *** يمتد ّمن كشمير حتى عطبره

وحروبنا في كل يوم غزوةٌ *** كلّ يقول: أنا فتاها حيدره

والحرب باسم رواية، وعباءة *** لعبت بأفئدة الشباب مخصّره

ستون عاماً واللقاءات التي *** عُقدت تعلّمنا فنون الثرثره

ووجوهنا من مائها مغسولة *** وعقولنا ضد النهوض مشفره

أقلع بنا يا سيدي من عجزنا *** واخرج بنا من عمق هذي المقبره

وأنا سأكتب للصباح قصائدي *** فلقد ملأت من الإباء المحبره

  • 0
  • 0
  • 1,370

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً