الشهادة، الغيب، الخرافة.. ما الفرق؟

منذ 2015-02-05

الشهادة هو ما يمكن إدراك عينه وأثره، أو إدراك أثره دون عينه وكان خاضعًا للتجربة.. الغيب هو ما يُدرك أثره دون عينه، ولا نستطيع إخضاعه للتجربة المعملية.. الخرافة هو ما لا يمكن إدراك لا أثره ولا عينه.

هناك عدة معايير لمعرفة حقيقة الوجود:
١- الإدراك المباشر (إدراك عين الشيء).
٢- الإدراك عن طريق إدراك الأثر.
٣- كون وجوده خاضع للتجربة المعملية أم لا (مادة علمية أم لا).

أ- مثال لوجود معروف بالإدراك المباشر وبإدراك الأثر، وخاضع للتجربة المعملية: وجود الشمس والقمر والنجوم.. فعين القمر مدرك وأثره مدرك -المد والجذر مثلاً- وهو خاضع للتجربة وبالتالي فإن خصائصه الفيزيائية معروفة من المعمل.

ب- مثال لوجود معروف بإدراك الأثر دون العين وخاضع للتجربة المعملية: وجود الإلكترون، ووجود الجاذبية..
فلم ير إنسان إلكترون قط -عين الإلكترون غير مدرك- ولكن أثره موجود في هذا الحاسوب الذي تقرأ منه، هذا غير أن إخضاع الإلكترون للتجربة المعملية ممكن، ولم ير إنسان مجال الجاذبية قط، لكن أثره ملاحظ في دوران النجوم والكواكب، كلٌ في فلكٍ يسبحون، هذا فضلاً أن إخضاع مجال الجاذبية للتجربة العملية ممكن.

ج- مثال وجود معروف بأكبر أثر ممكن دون العين، ولا يمكن خضوعه للتجربة المعملية: هو وجود الله فالكون بكامله شاملاً أنفسنا فضلاً عن انتظام الكون بقوانين رياضية لا بد لها من مؤلف، هما آثار وجود الله تعالى.. ويا لها من آثار لا يمكن إنكارها إلا من جاحد معاند!

- وبديهي عدم إمكان خضوع الله تعالى للتجربة المعملية! فخالق المعمل لا يمكن خضوعه لتجاربه!

** نستنتج من هذا أن:
* الشهادة هو ما يمكن إدراك عينه وأثره، أو إدراك أثره دون عينه وكان خاضعًا للتجربة.
* الغيب هو ما يُدرك أثره دون عينه، ولا نستطيع إخضاعه للتجربة المعملية.
* الخرافة هو ما لا يمكن إدراك لا أثره ولا عينه.

وتنقسم الكائنات المشهودة حسب هذا التصنيف إلى فئات أيضا:
١- كائنات تدرك شقًا واحدًا من شقي الشهادة -ما يكون مدرك عينه وأثره-: وهي الحيوانات غير ذات العقل.
٢- كائنات تدرك الشهادة بشقيها وتنكر الغيب: وهو الإنسان الذكي غير العاقل!
٣- كائنات تدرك الشهادة بشقيها وتؤمن بالغيب: وهو الإنسان الذكي العاقل.
٤- كائنات تنكر الشهادة: وهو الإنسان المجنون.
٥- كائنات تعترف بالشهادة -وتعترف بالغيب أو لا تعترف- وأيضا تعترف بالخرافة: وهو الإنسان الجاهل الغبي.
والله أعلم. 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 2
  • 2
  • 5,921

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً