سلسلة قصصية - أنا لسة صغيرة لما أعيش شوي
في أحد الأيام إذ بضجة كبيرة في الشارع فذهبت لأنظر من النافذة فوجدت نادية وقد صدمتها عربة فماتت في الحال، وتوجع قلبي لأجلها وتمنيت لو أنها تابت إلى الله ولبست الحجاب، فأسأل الله أن يتجاوز عنها وأن ينبت بناتها وابنها نباتًا حسنًا..
أمام منزلي كانت تسكن نادية مع بناتها وولدها الرضيع، تعيش حياتها كما يقولون "بالطول والعرض"، بالرغم من رقة حال زوجها، ولكن لا يهم! الإنسان لن يعيش إلا مرة واحدة، وعلى هذا لم ترتدي الحجاب، ولم ترد أن تخفي جمالها وشعرها تحت خمار أو عباءة طويلة تسترها أو أي زي يستر بدنها..
بل كانت تلبس القصير الذي يصف أكثر مما يخفي، وزوجها مطحون في عمله ليل نهار، ليوفر لهم ضروريات الحياة حتى أن بعضهم ظن فيها ظن السوء -أعاذنا الله- بسبب مظهرها الذي لا يدل على حال زوجها، وفي أحد الأيام إذ بضجة كبيرة في الشارع فذهبت لأنظر من النافذة فوجدت نادية وقد صدمتها عربة فماتت في الحال، وتوجع قلبي لأجلها وتمنيت لو أنها تابت إلى الله ولبست الحجاب، فأسأل الله أن يتجاوز عنها وأن ينبت بناتها وابنها نباتًا حسنًا..
فأين أنت يا من تنشرين جمالك سلعة رخيصة لهذا وذاك؟ ويهيأ لك أن هذا ليس فيه إهدار لكرامة جسدك، أما آن لكِ أن تتوبي، أما آن لكِ أن تندمي على ما فات قبل أن يأتي الموت بغتة وأنتِ لا تشعرين، ومن حيث لا تحتسبين، أما آن لنا جميعًا أن نعرف أن الموت أقرب مما نتصور..
أصلح الله أحوالنا وأحوال أبنائنا وألا تميتنا إلا وأنت راضٍ عنا وقد ختمت لنا بالصالحات.
- التصنيف: