حقيبة فاطمة
اليوم تقاضت فاطمة أول راتب، وضعته في حقيبتها وكانت سعيدة به للغاية، ثم مرت على أختها بالسيارة ليعودا إلى المنزل معاً، وبينما هي متوجهة لمقعد القيادة سقطت منها الحقيبة وإذا برجل يلتقطها ويهرب مسرعاً بسيارته الأجرة، وقد أصاب الأختين بالذهول، فلم يبديا أي رد فعل سوى الشعور بالأسى والأسف.
اليوم تقاضت فاطمة أول راتب، وضعته في حقيبتها وكانت سعيدة به للغاية، ثم مرَّت على أختها بالسيارة ليعودا إلى المنزل معاً، وبينما هي متوجهة لمقعد القيادة سقطت منها الحقيبة وإذا برجل يلتقطها ويهرب مسرعاً بسيارته الأجرة، وقد أصاب الأختين بالذهول، فلم يبديا أي رد فعل سوى الشعور بالأسى والأسف. وعندما عادتا إلى المنزل لامهما الأب على سلبيتهما وعدم المحاولة حتى ولو بأخذ رقم السيارة. أما الأم فقد طيَّبَت خاطرهما ودعت الله أن يخلف على ابنتها بالخير . غير أن البنت ظلت حزينة ليس على الراتب فقط ؛ وإنما على الأوراق الهامة التي كانت داخل الحقيبة، علاوة على الموبايل الجديد مما أثر في نفس أمها كثيراً وجعلها تشعر بالحزن إزاء ابنتها.
وبعد عدة أيام قمت أنا بالاتصال بأم فاطمة إذ أنها إحدى صديقاتي المقربات لأسألها عن أحوال فاطمة، فأخبرتني إن فاطمة سعيدة جداً بعودة الحقيبة بكل محتوياتها سوى مبلغ ضئيل، وأخذت تقص عليّ ما حدث؛ فأخبرتني أنها لما لاحظت استمرار الأسى على وجه ابنتها طيلة اليوم؛ أخذت تدعو الله أن يرد إليها حاجتها، ورغم أن ما يحدث في البلد يجعل الطلب مستغرباً لكن لا شيء على الله ببعيد. المهم أنها قضت ليلتها قائمة تصلي وتدعو الله. وما أن انتصف نهاراليوم التالي حتى اتصل بهم الرجل خاطف الحقيبة طالباً الصفح عنه ومقابلته في المكان الذي يحددونه له ليَرُدَّ إليهم الحقيبة؛ وقد كان. فلما سألوه عن قصته فأخبرهم أن زوجته كانت على وشك الولادة وكان في أشد الحاجة إلى المال وهذا ما دفعه إلى أخذ الحقيبة، إلا أنه لم يغمض له جفن طوال الليل تشاؤماً من هذا المال الحرام وأنه لم يأخذ منه سوى ثمن البنزين، فشكروه ودعوا له وقدموا إليه يد المساعدة قدر استطاعتهم، و لحسن حظه أن الأم على اتصال ببعض القائمات بالأعمال الخيرية.
فلم أجد بدا من نشر القصة وقد بينت حصاد التعامل مع الله بيقين وحسن ظن.
- المصدر: