الوسوسة
تقال الوسوسة لما يقع في النّفس من الشّرّ، أما الإلهام فهو لما يقع فيها من الخير
الوسوسة لغة:
الوسوسة: مصدر قولهم: وسوس يوسوس مأخوذة من مادّة (وس س) الّتي تدلّ على صوت غير رفيع.
الوسوسة اصطلاحًا:
الوسوسة والوسواس: ما يلقيه الشّيطان في القلب.
وقال الرّاغب: الوسوسة: الخطرة الرّديئة.
وقال الكفويّ: الوسوسة القول الخفيّ لقصد الإضلال.
والوسواس: ما يقع في النّفس من عمل الشّرّ وما لا خير فيه.
وقيل: الوسواس مرض يحدث من غلبة السّوداء يختلط معه الذّهن.
وقال ابن القيّم رحمه اللّه: "الوسوسة: الإلقاء الخفيّ في النّفس إمّا بصوت خفيّ لا يسمعه إلّا من ألقي عليه، وإمّا بغير صوت كما يوسوس الشّيطان إلى العبد".
أنواع الوسوسة:
قال ابن القيّم رحمه اللّه في قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:6]: "يعني أنّ الوسواس نوعان: إنس وجنّ، فإنّ الوسوسة الإلقاء الخفيّ، لكنّ الإلقاء الإنسيّ بواسطة الأذن، والجنّيّ لا يحتاج إليها".
الفرق بين الوسوسة والإلهام وما أشبههما مما يقع في النفس:
تقال الوسوسة لما يقع في النّفس من الشّرّ، أما الإلهام فهو لما يقع فيها من الخير، ولما يقع فيها من الخوف إيجاس، ولما يقع من تقدير نيل الخير أمل، ولما يقع من تقدير لا على الإنسان ولا له خاطر.
الآيات الواردة في (الوسوسة):
- {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى} [طه:120].
- {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16].
- {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلهِ النَّاسِ . مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1-6].
الأحاديث الواردة في ذمّ (الوسوسة):
- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم قال: « » (البخاري، ومسلم، واللفظ له).
- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: « » (البخاري).
- عن عبد اللّه بن مغفّل رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: « » (أبو داوود، وابن ماجه، والنسائي).
- عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال: « » (البخاري).
- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: « » (مسلم). ومعناه إذا عرض له هذا الوسواس، فليلجأ إلى اللّه تعالى في دفع شره، وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسمى بالفساد والإغراء، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها، بالاشتغال عنها.
- عن جابر رضي اللّه عنه قال: سمعت النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم يقول: « » (مسلم).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الوسوسة):
- نقل ابن كثير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: {الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ} [الناس:4] قال: "الشّيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر خنس".
- قال ابن كثير رحمه اللّه: "أمر اللّه المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بالرّبوبيّة والملك والألوهيّة من شرّ الوسواس الخنّاس وهو الشّيطان الموكّل بالإنسان. فإنّه ما من أحد من بني آدم إلّا وله قرين يزيّن له الفواحش. ولا يألوه جهدا في الخبال، والمعصوم من عصمه اللّه".
من مضار (الوسوسة):
(1) طريق إلى الشّكّ. والشّك في اللّه كفر.
(2) تفقد الإنسان ثقته بنفسه وبغيره.
(3) ينفر النّاس من صاحب الوسواس ويبتعدون عنه.
(4) الموسوس لا تكمل له عبادة ولا يستقرّ له فكر.
(5) يشدّد على نفسه حتّى يدخل في دائرة المحظور.
(6) قد يصل الأمر بالموسوس إلى الهلوسة ثمّ الجنون.
(من كتاب: نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)
- التصنيف:
- المصدر: