توبة - وأخيرًا العزم
والعزم على عدم العودة للذنب شرط أصيل من شروط التوبة؛ ذلك لأنه مرتبط بأمرين: الصدق.. والأدب..
تلك القيمة الجامعة التي لما لم يجدها ربنا جل وعلا في جدنا الأكبر كان الهبوط من الجنة..
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه:115].
والعزم على عدم العودة للذنب شرط أصيل من شروط التوبة؛ ذلك لأنه مرتبط بأمرين:
الصدق.. والأدب..
فالصادق في رغبته التوبة وندمه على ما فات يود أن يقيه الله فيما هو آتٍ.
والتائب لحظيًا وهو يضمر العودة يعيش حالة من الكذب، ليس على نفسه فقط، ولكن الأهم أنه يكذب على ربه..!
أي توبة هذه التي تكون بين يديها تلك النية الخبيثة بأنه عائد إلى الذنب بعد حين؟!
وأي تأدب مع الله ذلك الذي يزعمه ذلك الذي سولت له نفسه وصورت له أنه سيخدع مولاه؟!
لا أتحدث هنا عن ذلك الذي يعلم من نفسه ضعفًا، ويدرك احتمالية وقوع الزلة والهنة، فكلنا هذا الرجل..
لكن القصد هو العزم وانعقاد النية الآني في تلك اللحظة، التي تحدثت عنها في المنشور السابق.. لحظة القرار
هنا لا بد من نية وحسن ظن، لا بد من قوة ولو مؤقتة، لا بد من تجاهل لهذا الاحتمال القائم بالعودة..
فإن عدت فأعد الكرة.. عد وتب.. ثم عد فتب.. ثم عد فتب.. ولا تمل فإن الله لا يمل حتى تمل.
لكن البداية عزم.. عزم على عدم العودة.
- التصنيف: