توبة - العقيدة هي الأصل.
لو أنهم كانوا يعتقدون أن الله أنزله ليخرج الخلق من الظلمات إلى النور، وأنهم ضمن أمة ابتعثها الله ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الإله الحق لا شريك له ولا شك فيه، فسيروا ما جرى نعمةً وفتحًا.
سيسمونه غزوًا عربيًا، وسنراه فتحًا إسلاميًا ونعمة ربانية وفضلًا كبيرًا.
وسبب الفارق الشاسع بين الوصفين يكمن في كلمة واحدة (العقيدة).
لو أنهم كانوا يعتقدون أن دينهم هو الحق فمنزله سبحانه يقول: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُون} [يونس:32].
لو أنهم كانوا يعتقدون أن الله أنزله ليخرج الخلق من الظلمات إلى النور، وأنهم ضمن أمة ابتعثها الله ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الإله الحق لا شريك له ولا شك فيه، فسيروا ما جرى نعمةً وفتحًا.
أما لو كانوا يرونه دينًا كغيره ربما يكون حقًا وربما لا؛ فلا داعٍ إذًا لطاعة منزله أو اتباع كلامه أو الامتثال لشرعه، فسيرونه -طبعًا- غزوًا واحتلالًا.
الفارق يكمن في المعتقد والتصور، لكنهم لا يريدون أن يفصحوا ويكونوا صرحاء مع أنفسهم ومع الناس.
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد:29-30].
- التصنيف: