حكايات قبل النوم - ربي حبيبي (1)

منذ 2015-04-08

فترة ما قبل النوم فترة مهمة جدًا لتشكيل الوعي خاصة عند الأطفال، ويقال أن آخر 45 دقيقة قبل النوم هي فترة شحن مهمة؛ لأن العقل الباطن يتأثر وينشغل بما شغلت به نفسك في هذه الدقائق، ولذلك من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار النوم وأن ننام بعد قراءة القرآن وذكر الله.

فترة ما قبل النوم فترة مهمة جدًا لتشكيل الوعي خاصة عند الأطفال، ويقال أن آخر 45 دقيقة قبل النوم هي فترة شحن مهمة؛ لأن العقل الباطن يتأثر وينشغل بما شغلت به نفسك في هذه الدقائق، ولذلك من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار النوم وأن ننام بعد قراءة القرآن وذكر الله.

تعالوا قبل النوم بدل ما نحكي لأطفالنا حواديت عن أمنا الغولة! وأساطير ما لهاش معنى ولا لازمة، وحكايات عن أميرة كل همها إنها تتجوز، وكل مؤهلاتها جمالها، وواحدة تانية كل هدفها تتجوز واحد غني ينتشلها من ظروفها والخدمة في البيوت، وواحد شاطر انتهازي كل همه يتجوز بنت واحد غني برضه! وواحد كل مؤهلاته إن معاه فانوس سحري بيحقق أحلامه بدون أي مجهود وعمال يغيظنا! وواحدة مجنونة طول الوقت بتكلم أرنب وأبريق شاي وفناجيل وبيضة! ده إحنا جيل نفد بأعجوبة على فكرة، طيب عايزين نبعد أطفالنا عن التشوهات الفكرية دي، أو قصص حشو الدماغ اللي ما فيش من وراها أي فايدة!

ليه دايمًا نربط الطفل بحب الأب والأم، ونكون حريصين إن تكون أول كلماتهم هي بابا وماما، وبنغفل عن أهمية تشكيل وعي الطفل وعلاقته بربنا! رغم إن الأب والأم أو الراعي أيًا كان.. هو راعي قابل للزوال وفي مرحلة ما لازم نربط الطفل بـ"كيان ثابت" غير قابل للفناء؛ عشان نحمي الطفل من الانهيار في حالة فقدان الأب أو الأم، أو اللي بيعتمد عليهم ونحميه من الارتباط الزائد بكيانات قابلة للفقد، خصوصًا في الظروف اللذيذة اللي بنعيشها حاليًا! ودي مرحلة مهمة جدًا في تكوين علاقة الإنسان بـ "الرب" أو بتسهل عليه كتير بعد كده إنه يتخطى أي تشوهات فكرية خارجية في مرحلة المراهقة وما بعدها..

ربي حبيبي..
بلغة سهلة وبسيطة نقول للطفل حواديت وأغاني: ربي حبيبي، ربي الرحمن، ربي الرحيم، ربي الكريم، ربي الجميل، ربي الطيب، ربي القريب، ربي النور، ربي السميع، ربي البصير، ربي الحنّان، ربي المنّان، ربي العظيم، ربي الكبير، ربي الحكيم، ربي بديع السموات والأرض..

حواديت قبل النوم عن ربي حبيبي:
كان وياما كان، بسم الرحمن، رب كريم عظيم عمل وعمل وعمل (أبدعوا بقى).
في مرحلة ما قبل أربع سنوات هتكون مرحلة ترديد للكلمات، ومرحلة ما بعد الأربع سنوات هتبدأ أسئلة كتير عن ربي حبيبي شكله إيه؟ طب هو فين؟ بياكل وبيشرب؟ عنده أولاد؟ إلخ..

رقم واحد لا تقابل أي سؤال مهما كان باستنكار أو "خضة" الطفل دي مفرداته اللي هو عارفها، وبيتكلم بيها وعنها ولاااازم يسأل، ولو ما سألش إحنا نزعل عشان ده معناه إنه مش مهتم أصلاً، والموضوع مش شاغل باله! يبقى المشكلة فينا احنا إننا ما قدمناش الموضوع بطريقة تخليه يحب الكيان ده بجد! لازم يسأل عشان ده دليل على فضول واحد بيحب، وارتبط بكيان هو مشتاق يعرف عنه أكتر.

طب والإجابة:
هو فين؟ هو فوق السما وكبير جدًا لدرجة إننا ما نقدرش نشوفه -ولله المثل الأعلى النملة ما تقدرش تشوف الفيل-! شكله إيه؟ جميل جدًا، ودي بقى مفاجأة وهي دي الجائزة للي حبوه وسمعوا كلامه إنهم يشوفوه.

بياكل؟ بيشرب؟ عنده أولاد؟ إلخ.. لأ هو مش محتاج كل ده، هو اللي خلق كل ده ومش محتاجه.
طب خلقنا ليه؟ عشان بيحبنا ورايد يشوف مين فينا بيحبه حب حقيقي، اللي بيحبه هيعيش مبسوط ويروح الجنة.

لو ربنا بيحبنا ليه بيموتنا؟ لا الموت مش وحش دايمًا الموت ده زي امتحان آخر السنة بس مفاجئ، اللي ذاكر كويس هينجح واللي لعب وأهمل هيسقط! ليه فيه حاجات وحشة كتير في الدنيا؟ دي اختبارات زي أسئلة امتحان الشهر في المدرسة عليها درجات أعمال السنة..

إلخ إلخ.. أسئلة الطفل مالهاش آخر وهيسألك في كل التفاصيل، ولو عجزت ما تألفش وعوده إنك مش عارف كل حاجة، وإنك أحيانًا محتاج تبحث عن إجابة لأسئلته..

عوده إنه يبدأ يكلم ربنا ويحكيله ويشتكيله ويسأله ويفضفض معاه، وأنت على يقين إن ربنا هيرعاه.. وهتحصل أخطاء طبعًا واستظراف وحاجات بالنسبة لك أنت تجاوزات رهيبة! بس واحدة واحدة نعدل السلوكيات دي ونعلمه حدود الأدب مع الله، بحب وبلاش بقى ربنا هيحرقك ويسخطك برص والكلام ده الله، يكرمكم الطفولة مرحلة الترغيب والتحبيب في ربنا والكلام عن الجنة وجمالها.

أنت كده ضمنت إن ابنك "مسنود"، وإنك لو مش موجود هو مش هينهار، لأنه مسنود، وإن بقى معاه "صاحب" حبيب رقيب هو هيكبر ويكبر حبه معاه، وهيفرق معاه كتير بعد كده في تقبل التكاليف لما يكبر.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

ريهام فوزي

كاتبة إسلامية

  • 9
  • 4
  • 3,968
 
المقال التالي
ربي حبيبي (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً