حكايات قبل النوم - ربي حبيبي (2)
ي يوم دخل ابني وعمره أربع سنوات الحمام وانغلق الباب عليه، ولم نسمع بكاءه إلا وهو خارج من الحمام، فسألته ما الذي يبكيك؟ قال لم أعرف أفتح الباب، وفضلت أقول يارب يارب بشويش، وافتكرت حكايه الصخرة والتلاتة اللي اتحبسوا، وقلت يا رب أنا بحب ماما وبابا، يا رب ساعدني وشديت الباب لقيته اتفتح، وبعد ما خلص العياط لقيته بيقلي أنا بحب ربنا أوي..
(البنية النصيّة لحدوتة قبل النوم الهنيّة):
وصلنا في الجزء الأول لأهمية فترة ما قبل النوم ودورها في تشكيل وعي أطفالنا..
طيب تعالوا نعترف، أنا عن نفسي فاشلة في تأليف الحواديت، وأعتقد إن التعليم المصري قتل فينا الخيال والإبداع، لأننا اتربينا على "الإجابة النموذجية" وإن الخروج عن النص جريمة وقلب نظام الحكم!
فهنعمل خارطة طريق قبل النوم، قدامنا اختيارات: قرآن، غنوة، حدوتة.
احنا بإيدنا ننوع ما بين التلات اختيارات، أو لو الطفل بقى مدرك شوية نديله حق الاختيار ودي إشارة مهمة في تكوين شخصيته وإحساسه بالمسئولية إن له حق الإختيار، ونلاحظ هو دايمًا بيختار إيه ويبعد عن إيه؟
يعني مثلاً: لو بيبعد عن القرآن يبقى العيب في حضرتك، حسّن صوتك في تلاوة القرآن وتغنى بالقرآن كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم « » (صحيح الترغيب:1451)، اختار أصوات جميلة في تلاوة القرآن للأطفال تحببهم في القرآن، احنا لازم نقدر إننا في زمن كله أغاني وموسيقى، زمن طيور الجنة وكناري! فبلاش القرآن يرتبط عند الأطفال بأصوات عالية ومرعبة أو بالتحزين فقط، أو يرتبط بالموت والعزاء والحزن فقط! اختار صوت هادئ زي سعد الغامدي مثلا، ده مثال للصوت الهادئ والقراءة الجميلة اللي كلها سلام نفسي، اختار آيات عن أسماء الله الحسنى وصفاته وعن وصف الجنة وقصار السور..
غنوة:
زي ما اتفقنا هنغني (ربي حبيبي) بأسماء الله الحسنى: ربي حبيبي، ربي الرحمن ربي الرحيم، ربي حبيبي، ربي الودود، ربي القريب، ربي المجيب، ربي الحنّان، ربي المنّان، ربي حبيبي، ربي الخالق ربي الرازق، ربي الواحد الأحد الصمد، ربي حبيبي، ربي الرزاق ذي القوة المتين، ربي السميع، ربي البصير، ربي الحليم، ربي الجميل، ربي الطيب، ربي نور السموات والأرض، ربي بديع السموات والأرض، ربي الحكيم، ربي الكبير، ربي العظيم، ربي الملك، ربي حبيبي.. أبدعوا براحتكم واختاروا أسماء وصفات الرحمة وهترقق قلوبكم أنتم شخصيًا.
ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام..
ونغني لسيدنا محمد ونصلي عليه، اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبك محمد.
الحدوتة:
ما بعرفش أحكي حدوتة يا راااجل! ورغي القهاوي والنت والتليفون ده كله راح فين؟
احنا بس اللي اتعودنا إن الحدوتة لازم تكون "أسطورة" لا الحدوتة ممكن جدًا تكون موقف في حياتك، هتلاقي نفسك حافظة صم، وفيه حبكة درامية و"حكمة ربانية" ويبقى أساس القصة إن ربي حبيبي استجاب دعائي وقت الشدة، ربي حبيبي أنقذني في الموقف الفلاني، ربي حبيبي أنعم علي بكذا، أنا بحب ربي عشان كذا وكذا وكذا إلخ..
أنت هتلاقي نفسك نايم على شيزلونج عند طبيب نفسي وبتفضفض، وبتفتكر ذكريات أثرت في حياتك، وبتفتكر نعم ربنا عليك، أو بتشتكي من مشكلة مضايقاك، وبرضه محور القصة هو ربي حبيبي ويقيني بربي إنه هيحل المشكلة وهكذا..
حواديت عامة قرأتها أو من تأملاتك في الكون وقصص أنبياء وسيرة وصحابة..
بس في السن المبكر ابعد عن القصص الخارقة أو المعجزات، لأن ده سن بنعلم فيه الطفل لسه القوانين الثابتة (النار بتحرق، الكهرباء خطر، السكينة بتجرح.. إلخ) فده مش سن مناسب إني أحكيله عن استثناءات وخوارق هو هيتلخبط ومش هيستوعبها، وممكن يقلدها ظنًا منه إن ربي حبيبي هيخلي النار بردًا وسلامًا علي زي سيدنا إبراهيم، أو السكينة ما تعورنيش زي سيدنا إسماعيل! فأجل القصص دي شوية لسن ما بعد المدرسة بإذن الله..
وكما قالت طنط مرات عمو البواب بتاعنا: "الطفل شريط كاسيت فاضي وأنتي بتسجلي عليه".
غلبت وغلب حماري.. احترت؟ ارميها على الشعب، ارمي الكورة في ملعبه هو وقوله احكيلي "أوببباااااااا".
أو اتفق معاه من قبلها، النهارده بالليل أنت اللي هتحكيلي حدوتة قبل النوم، فحضر حدوتة –مثلا-، وفي هذه الطريقة فوائد كثيرة سيدي المهراجا، أولاً مين فيكم خياله نقي؟ الطفل طبعًا.
ثانيًا: دي طريقة ممتازة عشان أعرف هو بيفكر في ايه؟ وإيه اللي شاغل باله وهو بيحكي أقرب منه، وأفهمه وأقومه، وزي ما قلنا قبل كده في تعليم الأطفال إن أفضل طريقة للمذاكرة لطفل هي إنك تقوله امسك الكتاب واشرحلي، لأن اللي بيشرح هو أكتر واحد مركز وبيحاول يفهم..
احكيلي..
لقيته بيحكي في قصص حب! يبقى وائل بيحب يا أبو وائل، نسمة بتحب يا أم نسمة "لولولولييييي" قابل بقى يا معلم آدي آخرة المسلسلات التركي! لقيته بيحكي عن أساطير وجنيات وخوارق وآلهة وبتاع، ابدأ بقى عالج التشوهات دي بالراحة، لقيته بيحكي عن حاجات عنيفة! خلي بالك هو بيتفرج علي إيه وبيلعب إيه جيمز مسيطرة علي إدراكه وإنه كده بقى طفل عنيف، بيحكي عن قصص فشل وإحباط، أحلام، شكاوى.. إلخ أنت بتكتشف ابنك من جديد..
لقيته موهوب في الحواديت.. ننمي الموهبة دي، وفي جميع الأحوال محور كلامنا هو (ربي حبيبي)، مبسوط من حاجة؟ ربي حبيبي هو اللي عملها، بيشتكي من مشكلة؟ ربي حبيبي هو اللي قادر إنه يحلها وجهه للدعاااااء.
ومعانا قصة إيجابية من صديقة للصفحة ونقول آلو:
"أحب احكي موقف تدعيم لكلامك.. الحمد لله أنا أقوم بربط كل شيء بالله عند أولادي، ومثل ما قلتي خصوصًا حواديت قبل النوم، وفي يوم دخل ابني وعمره أربع سنوات الحمام وانغلق الباب عليه، ولم نسمع بكاءه إلا وهو خارج من الحمام، فسألته ما الذي يبكيك؟ قال لم أعرف أفتح الباب، وفضلت أقول يارب يارب بشويش، وافتكرت حكايه الصخرة والتلاتة اللي اتحبسوا، وقلت يا رب أنا بحب ماما وبابا، يا رب ساعدني وشديت الباب لقيته اتفتح، وبعد ما خلص العياط لقيته بيقلي أنا بحب ربنا أوي.. ولو فضلت طول عمري أعلمه عقيدة ما كانت وصلته بالشكل ده".
- التصنيف: