نعم أنا أتغير - (9) أيها الحزين! لست وحدك

منذ 2015-06-27

‫نعم أنا أتغير‬.. حينما أستحضر بقلبي أنه ما زال على هذه الأرض قلوب طيبة طاهرة، تود لو تدخل السعادة على قلوب كل الناس وأن الأرض -برغم كل ما خلفه الإنسان عليها من فساد- ما زالت بها بقاع تطأها أرواح (رحيمة نقية)، وأن هناك من يرحم أحزاننا، ويتضامن معنا، ويدعو لنا مخلصًا، ويتألم من (أجلنا) نعم ربما تقول: "قليل ما هم"، لكنهم (موجودن) وفي هذا أمل وبشارة.

 مع انتشار مظاهر الحياة المادية، تغير النفوس، وندرة الإخلاص، والرفق، والتراحم، اعتزل أهل الابتلاءات والأحزان، وعاشوا في عالمهم ظنًا منهم أن كل الناس قد نسيتهم، وكل الناس لا تشعر بأوجاعهم، لمجرد أنهم لم يمروا بها، هذا التصور صحيح وخاطىء معًا! 

نعم أنت وحيد في حزنك، لكن لو كان الناس من حولك سعداء فلماذا هذا حالهم؟! لماذا أصبح الضحك والتفاؤل عملة نادرة جدًا؟! والشيء الأهم والذي أهمس به إلى قلبك في هذه الليلة الرمضانية المباركة، علك تجد فيه سلوى، ومتنفس لقلبك بعض القصص عن قلوب أشهد الله أنني أعرفها: 

- عن زوجة سعيدة لكنها تخفي أي حديث عن سعادتها، ليس خوفًا من العين أو الحسد! ولكن حفاظًا على مشاعر أخواتها من الأرامل وغير المتزوجات، أو المتزوجات التعيسات، بل كلما أحسن إليها زوجها دعت ربها أن يعين أخواتها ويبدلهم خيرًا.
 
- عن أم أتاها الله من البنين والبنات، لكنها ربما من شدة الخوف على مشاعر من لم يهبهم الله الذرية، أو من فقدوا أبناءهم تعيش في حيرة شديدة، هل تخفي مشاعر حبها وسعادتها بأبنائها أم تظهرها 
- عن إنسان آتاه الله من المال ما يجعله أشد الناس سعادة، لكنه كلما وضع لقمة في فمه يعتصر قلبه على حال الفقراء.

- عن رجل يحضر صنوف الطعام والشراب لزوجته وأولاده، ثم يحزن كلما تذكر حال الأيتام ومن يدخل السرور على قلوبهم؟

- عن معلم له من الطلاب من يصعب عليه حصرهم، لكنه دائمًا مهموم بهؤلاء الفقراء الذين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم، وود لو عنده المقدرة على تغيير حالهم.
 
- عن مهاجر يرى وطنه جريحًا مكلومًا، وأهله ما بين مقتول ومطارد وأسير، فيتمنى لو يحمل كل من فيه على أكتافه ويأخذهم بعيدًا لحياة ملؤها الحرية والسعادة.

‫نعم أنا أتغير‬.. حينما أستحضر بقلبي أنه ما زال على هذه الأرض قلوب طيبة طاهرة، تود لو تدخل السعادة على قلوب كل الناس وأن الأرض -برغم كل ما خلفه الإنسان عليها من فساد- ما زالت بها بقاع تطأها أرواح (رحيمة نقية)، وأن هناك من يرحم أحزاننا، ويتضامن معنا، ويدعو لنا مخلصًا، ويتألم من (أجلنا) نعم ربما تقول: "قليل ما هم"، لكنهم (موجودن) وفي هذا أمل وبشارة.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

غادة النادي

كاتبة و داعية إسلامية

  • 4
  • 0
  • 3,117
المقال السابق
(8) الطائر الصغير
 
  • Elham Hussein

      منذ
    جزاك الله خيرا ونفع بك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً