إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ

منذ 2015-09-11

{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، يقص علينا القرآن الكريم في سياق قصة ابني آدم -عليه السلام – حيث تقرب كلاهما بالقرابين إلى الله لنيل رضاه سبحانه وتعالى.
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ} [المائدة: 27]؛ ويشاء الله أن يتقبل قربان أحدهما وألاّ يتقبل قربان أخيه.
نعم كلاهما حاول ساعياً التقرب إلى الله وانتظرا  قبول الله، ومنذ فجر الإنسانية الذي مثله ابني آدم عليه السلام، وحتى لحظتنا هذه، ونفس القصة تتكرر، يتنافس الناس في التقرب إلى الله،  فلماذا يتقبل الله من بعضنا ولا يتقبل من الآخرين؟
استشاط وقتها ابن آدم -الذي لم يتقبل الله قربانه- غضبًا، وبدلاً من أن يسال نفسه: لماذا أعرض الله عن قرباني، سوّل له الشيطان شراً ليرتكب أول جريمة قتل في تاريخ البشرية، فقد قرر أن يقتل أخاه –الذي قبل الله قربانه – وقبيل مقتله صرح لأخيه بسر قبول الله: {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]
فلعل أحدنا يتقرب إلى الله لله بالملايين الملوثة بالرياء والكسب الحرام وأكل مال الفقراء وربما دم الأبرياء؛ ويظن أن قدم لله ما يليق، ونسى أن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.
ولعل أحدنا يتصدق لله سراً بأقل القليل ولكنها معطرة بالطهر والصدق والتقى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
جعلنا الله وإياكم من المتقين.
إبراهيم حسن صالح

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

إبراهيم حسن صالح

كاتب مصري و خبير في مجال تكنولوجيا المعلومات

  • 29
  • 3
  • 77,245
  • Ibrahim H Saleh

      منذ
    شغلني كثيرا فكرة : لماذا تقبل الله قربان (هابيل) ولم يتقبل قربان (قابيل ) ؟؟ شغلتني لأنها كانت سبباً في أول جريمة قتل ترتكب على وجه الأرض ... حينما قتل أحدهما الأخر بعدها طغى عليه الحقد والحسد لأن الله لم يتقبل قربانه ، وبدلا من أن يصلح من نفسه .... سول له الشيطان قتل أخيه ... قرأت في تفاسير القرآن الكريم ، وحتى في نسخ الإنجيل . -المفسرين :لم يفصلوا تفصيلا واضحاَ للسبب وبعضهم ذكر أن هابيل قرب كبش من غنمه ، بينما قرب قابيل (بعض ما أنتجته ارضه من المزروعات ) -نسخ الأنجيل أيضا تحدثت عن شيء مقارب من هذا الشيء ..بل وركزت أن الله قبل قربان الأول لأنه كان كبش عظيم ، بينما كان الثاني خضروات من الأرض لا تليق أن يقدمها قابيل لله كقربان !!! وكأنهم يقولون أن الله يتقبل الشيء العظيم ولا يتقبل الشيء القليل (حاشا لله ). ما دفعني لكتابة هذه الخاطرة البسيطة هو أن الله تعالى في قرآنه الكريم قد حدد لنا وبدقة سبب قبول قربان الأول و الإعراض عن القربان الثاني في خمس كلمات معجزة : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}،

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً