بصائر في الانتخابات - (12) أظهر المفاسد والموبقات، التي تمخّضَت عنها البرلمانات!!
ما جلبَته البرلمانات والنُّظم الطاغوتية، من بلايا ورزايا ومهلكات وكفريّات، عادت على المسلمين بالضرر والخطر، في أمر دينهم وأنفسهم وبلادهم ودنياهم .. فمتى يُفيق النائمون؟
لقد تمخّضت البرلمانات والانتخابات، عن مفاسد شتّى، وأضرارٍ عُظمى، في دين المسلمين وأنفسهم وممالكهم، وذلك أشهر من أن يُذكَر، وأكثر من أن يُحصَر.. لكنَّا نُنبّه على أظهرها، وما ذُكر إشارةٌ على ما لم يُذكَر.. فمِن أعظم المفاسد:
- اعتماد النُّظم الغربية الطاغوتية – كالديمقراطية والليبرالية والعلمانية -؛ كنُظُم حكمٍ قاضية مهيمنة، على دين المسلمين وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم، لتحلّ محلّ الدين الإسلامي، وأحكامه وتشريعاته. والله يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21].
- مما ترتب عليه؛ منح حفنة من البشر الحقّ المطلق – الذي لا يكون إلا لله -؛ في السيادة والحاكمية والتشريع، حتى صاروا أربابًا مشرّعين من دون الله، بعد أن انتخبهم الناس نوّابًا وأعضاءً، تحت قبّة هذه البرلمانات، فصاروا طواغيت مُشرّعين، وناخبوهم رقيقًا مُذلَّلين، والله يقول: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31]، فصار النُّوّاب يُحلّلون ويُحرّمون، والناخبون يسمعون ويطيعون.
- فنتج عن ذلك؛ الإعراض عن حكم الله وكلماته، وإعلاء دساتير اليهود والنصارى، وتمكين الكافرين من المسلمين، وجعْل كلمتهم هي العليا، وصار لهم على المؤمنين سبيل، مع أن الله يقول:{وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}[النساء:141]، وهؤلاء جعلوا لهم علينا سبيلًا.
- وزاد الطين بلّة؛ فتح باب الحرّيات والانفتاحات، والتحرّر من كل قيمة وفضيلة، حتى أُبيح الزنا، والعُري، والدياثة، والخيانة، وانتشرت الرزيلة، وظهرت الفاحشة، وانتُهكت الأعراض، واختلطت الأنساب، وفسدَت المجتمعات، وانتكسَت الفِطَر.
حتى طالت الحريات؛ الدين والعقائد، فسُبّ الله ورسولُه ودينُه، وانتُقص من قدر أمهات المؤمنين، وطُعن في صحابة النبي الأمين، وانتشر الكفر والإلحاد، ومُزّق الدّين تمزيقًا، ونِيل من ثوابته وأصوله وشعائره. فإنّا لله وإنا إليه راجعون.
كلّ ذلك بسبب هذه الدساتير الخبيثة الطاغوتية، والتي ضمنَت التحلّل والمروق والكفر والزندقة، وفتحت أبواب الكفر على مصارعها، بل وحمَت وكفَلت الديانات الباطلة، وبارَكت الردّة السافرة، حتى مرق العباد من دين الله وانسلخوا، والله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر:60].
- ونتج كذلك من المفاسد؛ تصديق الكاذب، وتكذيب الصادق، وائتمان الخائن، وتخوين الأمين، ونطقَت الرويبضة، وتكلم السفهاء، في أمر العامّة والخاصّة، ووُلّي النساء، بل الداعرات منهنّ، وصار للداعرين والماجنين على الصالحين سبيل، فضُيّعَت الأمانة، ووُسّد الأمر إلى غير أهله! ونبيّنا يُحذّر من مثل ذا: «البخاري). » (رواه
- ومن أعظم المفاسد كذلك؛ تضييع الضرورات الخمس، التي جاءت بحفظها الشريعة، وهي الدين والنفس والعرض والمال والعقل.. فتفنّنت هذه البرلمانات بقوانينها الوضعية، في إهدار قيمة هذه الضروريات، وتضييع حقوقها، وتلاعبَت بصيانتها وحفظها.
حتى تجرّأ الناس على الدّين فأهانوه، وعلى الدم فأراقوه، وعلى العرض فانتهكوه، وعلى المال فاستحلّوه، وعلى العقل فدنّسوه، والله يقول: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة:229].
- ومن أخطر هذه المفاسد وأشنعها؛ ما جنَته هذه البرلمانات، على المسلمين ووحدتهم وجماعتهم، فأحدثَت تحزّباتٍ مقيتة، وعصبيّاتٍ بغيضة، وولاءاتٍ ضيّقة، فتمزّق شمل المسلمين وتفرّقوا، وصار الولاء والحبّ للحزب والجماعة ولو كان نصرانيًّا، والبراء من غير حزبه ولو كان مسلمًا ربّانيًّا، وعادَت من جديد بين المسلمين؛ حميّة الجاهليّة، ونادَى كلّ مُتعصّبٍ مُغيّب.. واحزباه. وعلى ذا، استُحلّت الدماء المعصومة، وأُطلِقت بالقذف الألسنة الحداد، وانفرط بين المسلمين عقد الولاء، وحلّت مكانه الشّحناء والبغضاء، ونبيّنا صلى الله عليه وسلّم يقول: « » (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وختامًا.. فهذا كلّه غيضٌ من فيض، مما جلبَته البرلمانات والنُّظم الطاغوتية، من بلايا ورزايا ومهلكات وكفريّات، عادت على المسلمين بالضرر والخطر، في أمر دينهم وأنفسهم وبلادهم ودنياهم.. وما لم يُذكَر من مفاسد؛ أكثر مما ذُكر .. فمتى يُفيق النائمون؟
تابعوا بإذن الله المنشور (13) وهو الأخير!
- التصنيف:
- المصدر: