عن الحب‬ أتحدث(1)

منذ 2015-11-16

والوَصلُ بحسابات الدُّنيا.. كالاستزادة من ماءِ البَحرِ على ظَمَأ.. لا يَرويكَ إلا لَحَظات.. ثُمَّ يُعاوِدُكَ ذاكَ الخافِقُ مُلِحّاً.. هل من مَزيد؟

والمَزيد.. هوىً إن اتَّبعته.. أوتيته ومثله معه.. عَطَشاً ومِلحَاً.. وارتواءا.. خادعا.. كسرابٍ يحسَبه الظمآن ماءا.. حَتّى إذا أتاه لم يجده شيئا.. والقَلبُ رُغم القيظ.. في جَنَباتِ السعي بَحثا عن دفقة الماء الزُّلال.. ورُغمَ ذَرف قطرات الحياة مع كل لحظة تَمُرّ.. والنَّبعُ بَعدُ ناءٍ.. فَهوَ في وادٍ.. أخضَرُ الحُلمِ.. مُزهِرُ الأماني.. يَرتوي بِفِكرة.. بضحكة.. بِذكرى قديمة مَرَّت على الخاطِرِ عابرة.. ولو باعد بينه وبين صاحبها.. بُعدَ المشرقين..!
فهو خَيطُ الحَرير الذي يُقَيِّد به قلبَه.. ولو كانَت نُعومَته سبيل هَلَكَتَه..!

وأمّا الوَصلُ بمقاييس السماء.. فَسُمُوّ.. وتَسامٍ.. ولو كان القَّلبُ يَذوبُ شَوقا.. فهو المَنح في هيئة المَنع.. والرَّحمة في ثَوب الشِّدة.. والجَهر بنصف ما يلهَجُ به القلب.. وإرساله فوق أجنحة الدُّعاء..

هو الهدهدة.. والطُّمَأنينة.. أنّ ما هو لك.. فهو لك.. وأن ماليس لك.. فهو في الغياهب ولو كان تحت ناظريك..
وهو الهُوينى.. والتَّمَهُّل.. وهو النصيحة الشَفوق.. أن ارأف بقلبك.. ومن فيه.. وانثر عبيرَكَ هَوناً ما..!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

بسمة موسى

مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة

  • 2
  • 0
  • 2,840

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً