القراءة في المواصلات والأماكن العامة

منذ 2015-11-28

عوِّد نفسَك يا صديقي أن تدسَّ بين ملابسك وأنت على أهبة السفر كتابًا أو كتابين، كما تدسُّ قارورةَ عطرك الجميل، وقميصَك الأنيق، وفرشاة أسنانك الضرورية.

إن القراءةَ في الأماكن العامة والمواصلات؛ كالحافلات، والقطارات، والمقاهي، والحدائق، والمنتزهات وغيرها - أصبحت شبهَ منعدمة في ديار المسلمين، بل أصبح القارئُ الذي يحمل كتابًا يَدفن فيه وجهَه في هذه الأماكن - شخصًا شاذًّا في نظر الكثيرين، تنظر إليه الأعينُ باستغراب، وكأنه أتى شيئًا من المنكر الذي يستحقُّ عليه التعزير!

وقد رأيت مَن يستر كتابَه في الحافلة؛ كما يستر أحدُنا عورته؛ تجنُّبًا للأعين الفضوليَّة التي تخترقه، وهذا يدل دلالة واضحة على المستوى المتدني الذي ترتع في أوحاله أمَّتُنا؛ أمةُ "اقرأ"؛ فالقراءة نوع من أنواع الحرية - إن لم تكن هي عينَ الحرية - فلماذا يكرهُ الناسُ الحريةَ، ويرضَون بالعبودية؛ عبوديَّة الجهل والتخلُّف والرضا بالذل والهوان؟! لذلك قال الرئيس الأمريكي الثالث جيفرسون: إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار؛ ذلك لأن القراءة تطردُ الجهل والخرافة، وهما من ألدِّ أعداء الحرية.

"فالكِتاب من أروعِ رفقاء السفر؛ فإنك تجدُه قاطعًا للصمت، طاويًا للمسافات، يمضي بالوقت من غير أن تَشعُرَ، فلا تَمَل من طول السفر وبُعده، وفي الوقت نفسه يكسبُك الكثير من الفائدة، مما يساعد في تنمية ذاتك وتطويرها"[1].

وحين يجد الإنسانُ لذةَ القراءة في سفرنا الدنيوي الطويل، وتصير متعتُه اليومية في تقليب صفحات الكتب، والانتشاء بما يعثرُ عليه من فوائد ودررٍ ومعلومات، والتعرف على حضارات الشعوب وتقاليدهم - يشعرُ تجاه الآخرين بالشَّفقة، وأقصد بـ (الآخرين) أولئك الذين هجَروا القراءة، وناصبوا الكتبَ العداء، وبَخِلوا على أنفسهم بالدخول إلى هذه الجنَّة؛ التي لو علم بها الملوكُ وأبناء الملوك، لَجالَدوهم عليها بالسيوف!

يقول المُفكِّر الكبير عباس محمود العقاد، مُتحدِّثًا عن نفسه حديثَ من دخل إلى هذه الجنة: "أهوى القراءة؛ لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعثِ الحركة.

والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثرَ من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد؛ لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقاديرِ الحساب.

فكرتُك أنت فكرة واحدة.
شعورك أنت شعور واحد.
خيالُك أنت خيال فرد إذا قصرتَه عليك.

ولكنك إذا لاقيتَ بفكرتك فكرةً أخرى، أو لاقيت بشعورك شعورًا آخرَ، أو لاقيت بخيالك خيالَ غيرك، فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبحُ فكرتين، أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين، كلَّا؛ وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفِكَر في القوة، والعمق، والامتداد..."[2].

قلت: وقد فهم الغرب في عصرنا الحاضر هذا المعنى الذي أشار إليه العقاد فهمًا عميقًا؛ فارتبطوا به ارتباطًا وثيقًا، وجعلوا الكتابَ صديقَهم الوفي في حلِّهم وترحالِهم؛ في غرفة النوم، وفي المطبخ، وفي الصالونات، وفي الأندية، وفي العيادات والمراكز، وفي الحدائق، والقطارات، والحافلات ... حتى إنك قد لا تجد جيبًا يخلو من كتاب.

ففي حوار مع أشهر روائي في اليابان "هاروكي موراكامي" يقول: "أريد لقرائي أن يضحكوا بعضَ الأحيان، والكثير من قرائي اليابانيِّين يقرؤون أعمالي وهم يتنقلون في القطارات، ومعظم اليابانيين يقضون ساعتين يوميًّا في المعدل وهم يتنقَّلون، ويستغلُّون هذا الوقت في القراءة؛ ولذا ترى أن كتبي تُطبَعُ في العادة بمجلدَيْن بدل مجلدٍ واحد لكلٍّ منها؛ لكي تكون سهلةَ الحمل والقراءة أثناء التنقُّل.

أستلمُ الكثير من الرسائل لقرَّاء يقولون لي: إنهم يضحكون كثيرًا أثناء قراءة أعمالي وهم جالسون وسط قطارات النقل، وهذا ما يسبب لهم حرجًا كبيرًا أمام الآخرين!
أحبُّ هذا النوعَ من الرسائل كثيرًا، وأتمنى أن أجعل قرائي يضحكون مرةً على الأقل عند قراءة كلِّ عشر صفحات من أي عمل لي"[3].

انظر أيها العربي، أيها المسلمُ، إلى هذا الشغف بالقراءة، وإلى هذا الحب للمعرفة، وإلى هذه المتعة ... بل انظر إلى تجاوب الكاتب مع قرائه، فأين نحن؟ أين ضعف الكاتب العربي ومكتوبه؟ وضاع القارئ وسطَ ركام من تفاهاته اليوميَّة، التي تستبدُّ بعقله المحدود، وتستولي على قلبه الضامر الضائع في متاهات الغيِّ سَبَهْللًا.

صُنِّفت الكتب، ودُبِّجت المقالات، وبُحَّت أصوات المفكرين والدعاة؛ من أجل تحريض الإنسان العربي على القراءة، والعودة به إلى ذلك الوطن الكبير؛ الذي يقال له: (الثقافة)، ولكن لا حياةَ لمن تُنادي، يقول د. عائض القرني: "فإنك كلما قرأتَ فُتِحت أمامك آفاقٌ واسعة من المعرفة، والتجارب، والدراية؛ فكلُّ سطر له معنًى، وكلُّ كلمة لها رمز، وما عليك إلا أن تكون قارئًا ذكيًّا يُوظِّف المعلومة، ويجيد تخزينَ المعرفة في ذاكرة اكتسبت الوعيَ من المِران، وحفظت الفوائد بالمِراس، افتح كتابًا نافعًا، وكأنك فتحت مدينة، وطالع ديوانًا مفيدًا، وكأنك طالعت قارة، إنما المهمُّ أن تقرأ، وأوصيك دائمًا أن تقرأ، ولو قبلت نصيحتي لقُلتُ لك: اقرأ"[4].

ويذهب إلى أبعد من ذلك الدكتور أحمد خيري العمري حين يقول: "عندما يبتدئ الوحي بـ(اقرأ)، فالأمر أكثر من الاستحباب، وأكثر حتى من الوجوب. إنه يقع في منطقة خارج التقسيمات الاصطلاحيَّة التقليدية، ويقع في منطقة عميقة جدًّا في البناء الإسلامي: في الأساس، في الأركان، في القاعدة.

وهذا ما كان واضحًا دونما تنظير فكري، بل واقعًا يوميًّا معيشًا لأفراد الجيل الأول، وهو الذي شكَّل الدفعة العلمية الكبرى التي أنجزتها الحضارة الإسلامية.

أما أن نتصوَّر أن (الحـث) والأوامر الإسلامية بطلب العلم قد حقَّقت ذلك الثواب، وتلك الطفرة، فهو أقرب إلى السذاجة منه إلى النظر والتحقيق العلمي.

لقد كان الإسلام لغةً جديدة، روحًا جديدة، مضمونًا جديدًا بصياغة جديدة للعَلاقات الإنسانية بعضها مع بعض ومع الله.

وكانت المفردة الأولى التي تكوَّنت في هذه اللغة الجديدة، بالأبجدية الجديدة، هي كلمة "اقرأ" ..."[5].

"فالقراءة إذًا هي الوسيلةُ الأساسية للاتصال بين الأفراد والمجتمعات؛ فهي أداة الإنسان لكَسْب المعارف والتعلم، وهي أداةُ المجتمع للربط بين أفراده، وهي أداة البشرية للتعارف بين شعوبها مهما تفرَّقت أوطانهم، وبين أجيالها مهما تباعدت أزمانهم.

وإذا كان الكتاب هو الخزانةَ التي تحفظ الخبرات المتراكمة من الأجيال الماضية، فإن القراءة هي المِفتاح الذي يتيح الانتفاع بهذه الخزانة، وهي الوسيلة التي تمكن الخَلَف - مهما كان قزمًا - أن يطلَّ من فوق كتف السَّلَف - مهما كان عملاقًا - ليشاهد كلَّ ما شاهده السلف، وأشياء أخرى لم يدركها السلف ولم يشاهدوها؛ فتتفتَّح لهم - على قدر قراءتهم - رؤًى جديدةٌ، ومفاهيمُ جديدة يضيفونها إلى خزانة معارفهم، ويُغْنُون بها أفكارهم؛ فتتطور حياتُهم، ويتغلَّبون على مشكلاتهم، ويرتفعُ مستواهم، ويتقدمون على من سواهم؛ تلك هي سنة الله في المجتمعات البشرية: من يقرأ أكثر، ينل أكثر، ويرتقِ أكثر"[6].

وقد كان أسلافنا يقدرون الكتب تقديرًا عظيمًا، ويدركون ما للقراءة من قيمة في بناء الإنسان الذي استخلفه الله على هذه الأرض، وقد أطنب عمرو بن بحر الجاحظ في ذكر محاسن الكتاب والقراءة في كتابه الموسوعة (الحيوان)، ومن ذلك قوله: "مَن لم تكن نفقتُه التي تخرج في الكتب ألذَّ عنده من إنفاق عشَّاق القيان، والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغًا رضيًّا، وليس ينتفع بإنفاقه حتى يُؤثر اتِّخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسَه باللبن على عياله، وحتى يؤمل في العلم ما يؤمل الأعرابي في فرسه"[7].

واسمع إلى ابن القيم وهو يُخبر عن جدِّ ابن تيمية في كتابه (روضة المحبِّين): "وحدثني أخو شيخنا - يعني: أحمدَ بن تيمية - عبدالرحمن بن تيمية عن أبيه عبدالحليم قال: كان الجدُّ أبو البركات إذا دخل الخلاءَ يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتَك؛ حتى أسمع"[8].

ومن علمائنا من صنَّف الكتب وهو في سَفَر؛ كابن القيِّم رحمه الله، فقد ألَّف كتابه العظيم (زاد المعاد في هدي خير العباد) وهو بعيد عن مكتبته وداره، يقول العلامة بكر أبو زيد: "ومن المُدهِش أن هذا الكتاب أملاه مؤلفه رحمه الله تعالى وهو في حال سفره وغيبته عن داره ومكتبته، وقد تحدث عن ذلك في فاتحة الكتاب فقال:
"وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتِها مَن له أدنى نعمة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسيرته وهديه، اقتضاها الخاطر المكدود على عُجَره وبُجَره مع البضاعة المزجاة ... مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة، والقلب بكل وادٍ منه شعبة، والهمة قد تفرَّقت شذرَ مذرَ".

وأن السفر والبُعد عن الأولاد والوطن لم يَشغلْه شيءٌ من ذلك عن التأليف والنظر؛ فابن القيم - وإن سافر - لا يحمل إلا زادًا ومزادة، فمكتبته في صدره"[9].

وذكر الأديبُ الأريب علي الطنطاوي عن صديقه الجليل الأستاذ الشيخ بهجت البيطار أنه كان يتردَّد من سنوات بين دمشق وبيروت، يُعلِّم في كلية المقاصد، وثانوية البنات، فكان يتسلَّى في القطار بالنظر في كتاب (قواعد التحديث)؛ للإمام القاسمي، فكان من ذلك تصحيحاته وتعليقاته المطبوعة مع الكتاب[10].

فالمداومة على القراءة في كل مكان يَجد فيه المرءُ الفرصةَ التي ستجعله بعد مرور الأيام وكرِّ الليالي قارئًا متمكِّنًا، يحمل في صدره كلَّ ما لذ وطاب من المعلومات والفوائد والدرر، والأخبار المُستحسنة والشاردة، وقد أتاح الله لنا هذه الهواتفَ الذكيَّة التي تجعلك تحمل في ذاكرتها كلَّ ما يَرُوق لك من كتب ومجلات ومقالات، وكلَّ ما يخطر في بالك من علوم، ولا عذر لكسول أو خامل، ولو كانت هذه الوسائلُ عند أسلافنا لبلغوا من العلم أضعافَ ما بلغوه.

يقرأ القارئ العادي ثلاثمائة كلمة في الدقيقة؛ أي: ما يعادل خمسَ عشرة صفحة في عشر دقائق، فلو عوَّدت نفسك أن تقرأ عشر دقائق كلَّ يوم، لأمكن أن تقرأ كتابًا صغيرًا كلَّ أسبوع، أو كتابًا كبيرًا كلَّ شهر؛ أي: إنك ستقرأ حوالي عشرين كتابًا في كل عام من أحجام مختلفة، فهل يتعذَّر على أحد أن يُوفِّر هذه الدقائق العشر من وقته كلَّ يوم للقراءة؟!

لقد وضع طبيبٌ لنفسه قانونًا صارمًا أن يقرأ كلَّ ليلة ربع ساعة مهما تأخَّر في عمله، وقبل أن يأوي إلى فراشه، فإذا هو يجد نفسه بين المشتغلين في الأدب بجانب تخصصه المهني، وإذا به يشعر بسعادة غامرة؛ ساعدته على التفوق والنجاح في تخصصه نفسه.

وأعرف ناشرًا عربيًّا ألزم نفسَه بساعة قبل نومه يقضيها في القراءة في كتب الطبقات، وفهارس كتب التراث، وباقي فروع المعرفة، فإذا به موسوعة ناطقة، إذا جلست إليه شعرت أنك في مجلس عالم مطلع[11].

إذا كانت القراءة أهمَّ وسيلة لاكتساب المعرفة، وإذا كان اكتساب المعرفة أحدَ أهم شروط التقدم الحضاري، فإن علينا ألا نبخل بأي جهد يتطلَّبه توطين القراءة في حياتنا الشخصية، وفي حياة الأمة عامة؛ فالمسألة ليست كماليَّة ولا ترفيهية؛ وإنما هي مسألة مصير.

لا ريب أن جعل (القراءة) إحدى مفردات أعمالنا اليومية، لن يكون يسيرًا؛ حيث يقتضي تغييرًا جوهريًّا في سلوكاتنا وعاداتنا، كما يتطلب توفير المال والوقت، وقبل ذلك الأهداف والدوافع، ومع كل ما في ذلك من عناء ومشقة، إلا أنه لا خيار آخر أمامَنا، وعلينا ما دمنا نودُّ أن نحيا الحياة التي تليق بكرامة المسلم وغايات وجوده على هذه الأرض - أن نتحمل تكاليف ذلك عن طيب خاطر[12].

وفي الأخير: يروق لي أن أنبِّه على حسن اختيار الكتب؛ فالكتب كما يقول الأديب علي الطنطاوي: مثل الأطعمة، فيها النافع وفيها الضار، ومنها المغذِّي المفيد، وما هو كثير الدَّسم عظيم النفع، ولكن لا تشتهيه النفس، وما هو مُشَهٍّ لذيذ ولكن لا ينفع، ومنها السمُّ القاتل، ومنها ما هو سمٌّ ولكنه ملفوف بغشاء من السكر، فمَن انخدع بحلاوة الغشاء قتَله السم، ومَن أكل كلَّ ما يجده- يخلط به الحلو والحامض، والحار والبارد - أصابتْه التخمة وسوء الهضم، ومَن قرأ كلَّ شيء صار معه سوء هضم عقلي.

ومن الكتب ما يُدخِل الجنة، ومنها ما يُدخل النار؛ فليَنتبهِ الطالب، وليسأل مَن يَثِقُ به من المدرِّسين والعلماء، وإلا كان تركُ المطالعة خيرًا منها[13].

عوِّد نفسَك يا صديقي أن تدسَّ بين ملابسك وأنت على أهبة السفر كتابًا أو كتابين، كما تدسُّ قارورةَ عطرك الجميل، وقميصَك الأنيق، وفرشاة أسنانك الضرورية.

واحرص على تطهير أفكارك من الدَّنس بالقراءة وبمصاحبة الكتاب؛ كما تحرص على نظافة ثوبك وجسدك بكل غالٍ ونفيس؛ لعلك تستحقُّ ذلك التشريفَ والتكريم عند الله في الخالدين، ودامت لك المسرَّات!

_______________________

[1] عاشق؛ للدكتور عائض القرني، ص: 86.
[2] كتاب (أنا) ص: 85.
[3] أصوات الرواية؛ حوارات مع نخبة من الروائيَّات والروائيين ص: 189.
[4] عاشق ص: 183.
[5] البوصلة القرآنية ص: 20.
[6] (القراءة أولًا) ص: 42؛ لكاتبه: محمد عدنان سالم.
[7] الحيوان ج 1 ص: 55، طبعة دار الجيل؛ تحقيق: عبدالسلام هارون.
[8] روضة المحبين ص:70.
[9] ابن القيم: حياته، آثاره، موارده، ص: 261، وكذلك ص: 60.
[10] صور وخواطر ص: 23.
[11] القراءة أولًا ص: 163.
[12] القراءة المثمرة؛ للدكتور عبدالكريم بكار ص: 16.
[13] فصول في الثقافة والأدب ص: 182.

ربيع بن المدني السملالي

كاتب و أديب إسلامي مغربي

  • 12
  • 0
  • 9,285

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً