بين الأعلام و مرجئة السلطان - هكذا كان الأكابر
هكذا كان الأكابر من أهل العلم والحديث !
قال العباسُ الدُّوري :
( كتبَ إلى أبي عبد الله - البخاري - بعضُ السلاطين في حاجةٍ له، ودعا له دعاءً كثيرًا !
فكتبَ إليه أبو عبد الله - البخاري -:
سلامٌ عليك، فإني أحمدُ إليك اللهَ، الذي لا إله إلا هو، أما بعد :
وصل إليَّ كتابُك، وفهمتُه، وفي بيتِه يُؤتَى الحَكَمُ، والسلام ).
انظر: سِيَر أعلام النبلاء
قلتُ :
وكأنَّ حاجة السلطان، كانت تتطلَّب حضورَ البخاريّ عنده !
فأبَى البخاريُّ إلا أن يَحضُر السلطان عنده !
فلِلَّه دَرُّك يا أستاذ الأستاذِين، ويا سيّد المُحدّثين، ويا طبيب علم الحديث في عِلَله .. كم كنتَ عزيزًا مُصانًا !
صُنتَ علمَك، وأعززتَ نفسَك .. فهابَك السلطانُ، وأيَّدك الرحمن !
فكيفَ إذا رأيتَ الأدعياء المُنتحِلين، من أهل زماننا ؟!
وقد أهانوا العلمَ وأذلُّوه، وتزلَفوا به إلى كل حقيرٍ ووضيع !
وجعلوه غرضًا وجسرًا، ليَعبروا عليه إلى دنيا الملوك ودراهمهم .. ولو على حساب دينهم، وحُرمات إخوانهم وأعراضِهم !
فلِلَّه الأمرُ من قبلُ ومن بعد !
- التصنيف: