شبهة مظلومية المرأة في الإسلام (2)

منذ 2016-01-28

إذا تعاملنا مع كلام المدعين مظلوميةَ المرأة في الإسلام بتفكير ناقد ونظرة شمولية فاحصة فسنجد أنهم يقومون بعملية تدليس كبيرة في هذا الباب

إذا تعاملنا مع كلام المدعين مظلوميةَ المرأة في الإسلام بتفكير ناقد ونظرة شمولية فاحصة فسنجد أنهم يقومون بعملية تدليس كبيرة في هذا الباب، منها:

أولاً: أنهم يخلطون بين عادات بعض المنتسبين للإسلام التي يظلمون بها المرأة، وبين الشرع  الإسلامي.

فمثلاً: حين يقوم وليُّ المرأة بإكراهها على الزواج ممن تكره، فإنّهم ينسبون هذا الإكراه والإجبار إلى الإسلام؛ لأن الذي قام بذلك شخص مسلم، والصواب: أن هذه العادة نهى عنها الإسلام، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «لا تُنكَح الأيّم حتى تُستأمَر، ولا تُنكَح البكر حتى تُستأذَن» قالوا: "يا رسول الله! وكيف إذنها؟" قال: «أن تسكت».

ثانياً: أنهم لا يذكرون جوانب الإكرام والتقدير التي قررها الإسلام للمرأة مما قد لا تحظى به في أي مكان وزمان ونظام آخر! ويظهر ذلك جليّاً في حق الأم المعظَّم، حتى إن قارئ القرآن ليدرك أن للأم حقّاً في الإسلام ليس أعلى منه إلا حق الله وحق رسوله فقط، فتجد الأمر ببرها معطوفاً على الأمر بالتوحيد {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [الإسراء:23]، وتجد الحث على شكرها مقروناً بالحث على شكر الله {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان:14]، وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: "يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟" قال: «أمك»، قال: "ثم من؟" قال: «أمك»، قال: "ثم من؟" قال: «أمك»، قال: "ثم من؟" قال: «ثم أبوك» (صحيح البخاري:[5971]).

كما أن جزاء الإحسان إلى البنات هو مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة!

كما في صحيح مسلم عن أنس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا، وضم أصابعه» (صحيح مسلم :[4950]). 

فهل يمكن أن يكون هذا الدين الذي اختص المرأة بهذا الفضل ظالماً لها؟

ثالثاً: أنهم لا يذكرون الأحكام الخاصة بالمرأة التي جُعلت تخفيفاً عليها في مقابل التشديد على الرجل فيها بما يناسب الفارق بينهما، فيجوز للمرأة لبس الذهب ويحرم ذلك على الرجل، ويجوز للمرأة لُبس الحرير ويحرم على الرجل، ويجب على الرجل بذل المال وجوباً للزوجة كنفقةٍ مستمرة ولو كانت غنيّة، ولا يجب على المرأة الإنفاق عليه!

ويجب على الرجل حضور صلاة الجماعة في المسجد ـ على الأقرب من أقوال الفقهاء ـ ولا يجب ذلك على المرأة.
وتؤخذ الجزية من الرجال غير المسلمين ولا تؤخذ من النساء!

قال ابن القيّم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمّة: "ولا جزية على صبي ولا امرأة ولا مجنون؛ هذا مذهب الأئمة الأربعة وأتباعهم".

رابعاً: أنهم يتجاهلون الآثار السيئة الكثيرة المُترتبة على الانفلات من تشريعات الله للمرأة.

ومنها على سبيل المثال: إسقاط ملايين الأجنّة سنويّاً بعمليّات الإجهاض التي تسببت بها علاقات غير شرعية؟ أليس لها حق الحياة؟ فبأي ذنب قُتِلَت؟ 

 

المصدر: قناة (ليطمئن قلبي) على التيليغرام
  • 1
  • 0
  • 2,211

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً