المنتقى من كلام الدكتور محمد أمين المصري - (4) الوهن
إن الوهن من صفات النفوس الضعيفة التي عدمت ثقتها بنفسها، وضعفت صلتها بخالقها، ولم يكن لديها ذلك اﻹدراك النافذ والنظر الثاقب والرأي الحصيف، ولم يكن لديها ذلك الضمير النقي الخالص، وتلك العزيمة الماضية، تلك هي النفوس التي غلبت عليها شهواتها.
إن الوهن من صفات النفوس الضعيفة التي عدمت ثقتها بنفسها، وضعفت صلتها بخالقها، ولم يكن لديها ذلك اﻹدراك النافذ والنظر الثاقب والرأي الحصيف، ولم يكن لديها ذلك الضمير النقي الخالص، وتلك العزيمة الماضية، تلك هي النفوس التي غلبت عليها شهواتها.
أما النفوس المؤمنة: فهي النفوس الواعية اليقظة، المدركة النقية الخالصة، التي تؤمن أن اﻷمور مهما عظمت فهي حقيرة بجانب عون الله، وهذه النفوس هي التي غلب عليها إيمانها، فلا تهن ولا تحزن وتؤمن أنها الغالبة المستعلية بإذن الله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:139]، فلا يجوز للمؤمن أن يتسرب الوهن إلى قلبه. والسبيل لذلك أن يكون مع الفئة المؤمنة، تلك الفئة التي ذكرها رسول الله عليه صلوات الله وسلامه، ووصفها ليعلم الناس ما يجب أن يكونوا عليه في أيام الشدائد والخطوب، قال عليه الصلاة والسلام: « ».
والرواية الثانية في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».
وحسب المسلمين الصبر والتقوى فهما الدرعان اللذان يقيان كل عادية ويدفعان كل كيد، فليس الله بغافل عنهم ولا مهمل أمرهم، قال تعالى: {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:120].
فرسالتك أيها المسلم أن تؤمن بالله وأن تكون عبدًا لله وحده لا عبدًا لنفسك، وأن تحقق معنى العبودية لله في قلبك فلا يكون لك في هذه الحياة الدنيا إلا هم واحد هو: مرضاة الله وابتغاء وجهه.
- التصنيف:
- المصدر: