حر أم عبد
منذ 2016-03-23
وكم أذل الحرص والطمع أعناق الرجال، حيث أوردهم المهالك، وأوقعهم في الموبقات، فداهنوا أهل الباطل، وسكتوا عن قولة الحق، وتكلموا بما يعلمون في قرارة أنفسهم أنه إفك وبهتان.
ولله در ذلك الحر الأبي، المستعلي على السفاسف، والثابت على الحق، والزاهد في الحطام الزائل، غير مداهن ولا متلون، فإن عاش عاش عزيزا مرفوع الرأس موفور الكرامة مستمسكا بالحق عاضا عليه بالنواجذ، وإن مات مات كريما محمود السيرة وطيب الذكر.
وليختر كل واحد فينا لنفسه إحدى الخلتين، وليس سواء حر وعبد، وكريم ولئيم، والحر عبد ما طمع، والعبد حر ما قنع، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به.
- التصنيف: