كفى بالموت واعظا

منذ 2016-03-24

ما أحقر الدنيا، وما أشد غرورها، وأسرع انقضاءها.

كفى بالموت واعظا.
وللدنيا ولذاتها منغصا.
وعلى حقارتها وسرعة انقضائها شاهدا.
مات الرسول صلى الله عليه وسلم، فداه أبي وأمي، وكل مصاب بعده يهون، وفي فقده عزاء لكل مكروب ومحزون.
ومات الصحابة والتابعون والعلماء والعباد والزهاد.
وسيموت الأبرار والفجار، والصالحون والأشرار، والسادة والسوقة والأغنياء والفقراء.

وقد فقدت اليوم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أخا كريما؛ وصديقا عزيزا، وعالما أزهريا فاضلا، وهو من خيرة من عرفتهم في الغربة، خلقا وأدبا، وعفة لسان، واستقامة سيرة، ووفاء بالوعد، ومروءة، وشهامة، ووقوفا مع إخوانه في الشدائد.

وقد مكث رحمه الله في الغربة سنين عدة، يهيء له دارا يبنيها في مصر - مع قيامه بحق الله وحق الأقارب والأرحام - فأحسن بناءها، وأجاد تأثيثها، ولم يبق له إلا فرشها، فتوفاه الله ولم يسكنها.

فما أحقر الدنيا، وما أشد غرورها، وأسرع انقضاءها.

إن عشت تفجع بالأحبة كلهم *** وذهاب نفسك لا أبا لك أفجع

فاللهم أبدل عبدك دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، واغفر له وارحمه وسائر موتى المسلمين، وأحسن خاتمتنا أجمعين.

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 0
  • 0
  • 3,068

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً