خواطر من بين سياج المرض
في المرض من معاني العجز والألم والشدة والحرمان ما يجعله كفيلًا بأن يستحوذ وحده على جل دعوات الاستغاثة وشدة الابتهال والتذلل والتضرع إلى الله تعالى؛ بأن يصرفه عن العبد، بعدما رسخ لديه كل معاني الافتقار والذل والحاجة إلى رحمة الله تعالى!
• في الجسد ألغام بالمليارات من دقائق الفيروسات وخبايا الآفات؛ تحسبًا لغدراتك أيُّها الإنسان؛ لتعلم قدر ضعفك وعجزك وهو أنك أمام قدرة الله الواحد الديان!
• لا يحمل المريض سوى جواز سفر واحد للمرور من محنته، عنوانه {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء من الآية:83]، وصفحاته كثرة الاستغفار!
• لا يرى المريض نقصًا في دنياه سوى فقدانه لصحته، حيث تتلاشى عنه الهموم كلها؛ سوى هم ذاك المرض المطبق على جسده بمشاعر العجز والألم!
• المرض محنة؛ يستفيق فيها الصالح من غفلته، ويذعن فيها الظالم الجبار لسطوة الله وقدرته، عساه أن يقلع عن دروب ضلاله وشقوته، ويرجع المظالم لمن رفعوا لله أكف ضراعتهم، يشكون إليه جبروته وقسوته!
• للمرض نافذة خاصة، تتيح للعبد رؤية محطة الموت على مرمى البصر، وكأنها تبعث إليه برسالة مفادها (أن تجهز للقاء؛ فلقد دنا قطار أيامك من بلوغ عتباتي)!
• في المرض من معاني العجز والألم والشدة والحرمان ما يجعله كفيلًا بأن يستحوذ وحده على جل دعوات الاستغاثة وشدة الابتهال والتذلل والتضرع إلى الله تعالى؛ بأن يصرفه عن العبد، بعدما رسخ لديه كل معاني الافتقار والذل والحاجة إلى رحمة الله تعالى!
• يتسلم المريض كشف حساب مبهم، لا يعلم (باطنه) إلا الله تعالى، ثم المريض بما يعلم عن نفسه من خبايا الذنوب، أما (ظاهره) فمنحة ينال بها شفقة الصالحين، وما تلهج به ألسنتهم من صالح الدعوات، ثم ما يرجوه في سعة رحمة الله تعالى من مغفرة الذنوب والزلات!
فسبحانك ربي ما أرحمك.
أبو مهند القمري
- التصنيف: