شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (31) المفاجـأة
وكانت المفاجأة: حجرة واحدة للنساء لا تكاد تكفي الأمتعة، ومثلها للرجال بل أدنى توسعة!
تقول صاحبتنا:
كنا في ليلة الرابع والعشرين من رمضان، وقد امتن الله عليّ بطهر حتى الآن؛ فظللت أدعو أن يتم الله علي أمري، ولذا اشتد إلى الوصول بسرعة لهفي حين أتم القوم الإحرام ركبوا السيارة مهللين مكبرين ملبين في سلام، حينها تذكرت أنني -قليلاً جدًا- من حين أحرمت في السفينة أهللت أولبّيت أوكبّرت، فحزنت على تفريطي في الذكر، رغم علمي أنه أفضل الحج! (1)
أفطرنا في السيارة على الطريق، وجمعنا المغرب والعشاء قبل منتصف الليل على التحقيق، وصلنا مكة الثانية بعد منتصف الليل!
فما كان من سبيل إلى أداء العمرة على الفور، وحين سألنا: "لمَ السكن بعيدٌ جدا عن الحرم؟!"
أجابنا أحدهم: "هكذا ينبغي لمن أراد المكوث إلى الحج أن يكون الأمر" فلم نجد ما نقول، وترجلنا جميعًا من السيارة أمام السكن حال الوصول. كانت بناية ذات طوابق لا أذكرعددها، وإلى الطابق الثاني حملنا أمتعتنا كلها، كنا في شدة الإعياء، وإلى بعض الراحة تاقت أنفسنا في رجاء!!
وكانت المفاجأة: حجرة واحدة للنساء لا تكاد تكفي الأمتعة، ومثلها للرجال بل أدنى توسعة!
وكان يشاركنا في المكان، كثير من النساء والرجال؛ وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فكانت معارك يسبقها نفير!!
أول ما وجدنا: اختلاطًا وزحاماً، وأعدادًا أكبر من سعة المكان!!
فلما اعترضنا على الحال، وأخبرنا المسئول أن مكوثنا في هذا المكان محال!!
- قال: هكذا تم شراؤكم، وعلى هذا كان الاتفاق مع رجلكم!!
- قلنا: ماذا تقول!! ومن ذا عن بيعنا مسئول!!
- قال: فلان باعكم لنا، وهذا شئتم أم أبيتم مكانكم عندنا!
و يتبع بإذن الله.
____________
(1)- « » (صحيح الجامع رقم: 1101)، كثرة إراقة الدماء في الحج، والعج: رفع الصوت بالتلبية.
- التصنيف:
- المصدر: