السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 14- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
- ولا يلزمه قسم ملكه على أخيه محبة، فمثل ذلك العطاء غير واجب ولا حتما منه مطلوب..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح البخاري رقم:[13])
- تنقسم أعمال العبد إلى أعمال ظاهرة بالجوارح، وأعمال يؤديها بالقلوب.
- ومن أهم ما يطالب به عبد أن يحبّ لأخيه كل نعمة وأمرعنده مرغوب.
- فعلقّ الشارع الحكيم كمال إيمان العبد الواجب، فجعله لازما من قلب كل مربوب.
-فـإذا خلا منه قلب عبد تُوُعِد بتأخر دخوله جنة الخلد عن السبق فهو محجـوب.
- ولو شاء الإله أن يحاسبه على ذلك بعدله فهو في جهنم لأجلٍ عن الصراط مقلوب.
- فلينتبه اللبيب: إن فرضه وكمال واجب إيمانه المطلوب: محض عمل منوط بالقلوب.
- فلا يحلّ لعادم الطمع فيما عند صاحبه، مستشرفا عطاءً - بزعمه - كحق له مسلوب.
- فجلّ حقّه أن يحبّ صاحبه له أن يحوذ مثل ما عنده مخلصا من قلبه غير كاره ولا مكروب.
- ولا يلزمه قسم ملكه على أخيه محبة، فمثل ذلك العطاء غير واجب ولا حتما منه مطلوب.
- فالحمد لله الذي حكم فخفف على خلقه - سبحانه -عليم خبير بذات القلوب.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
ماذا يقول أهـ *** ـل العلم في رجل
آتاه ذو العرش مالا *** حج واعتمرا
فهزه الشوق *** نحو المصطفى طربا
أترون الحج أفضـ *** ـل أم إيثاره الفقرا
أم حجه عن *** أبيه ذاك أفضل أم
ماذا الذي يا *** سادتي ظهرا
فأفتوا محبا لك *** ـم فديتكمو
وذكركم دأبه إن ** غاب أو حضرا
فأجاب رحمه الله:
نقول فيه : بأن *** الحج أفضل من
فعل التصدق *** والإعطاء للفقرا
والحج عن والـ *** ـديه فيه برهما
والأم أسبق في *** البر الذي ذكرا
لكن إذا الفرض خـ *** ـص الأب كان إذًا
هو المقدم في *** ما يمنع الضررا
كما إذا كان *** محتاجًا إلى صلة
وأمه قد كفاها *** من برى البشرا
هذا جوابك *** يا هذا موازنة
وليس مفتيك *** معدودًا من الشعرا
- التصنيف:
- المصدر: