همسات للاستمتاع برمضان - العشر الأواخر من رمضان

منذ 2016-06-01

صلاة القيام أفضل ما يقوم به العبد من العبادات في ليلة القدر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري)

تأملت كمّ المقالات التي تحث على نفض الكسل والفتور والتأهب للعشر الأواخر في رمضان.
وتأملت حكمة الله عز وجل في اختيار ليلة القدر لتكون في العشر الأواخر من رمضان؛ والتي غالبا لن يدركها إلا من اجتهد وصابر على العبادة في تلك الأيام.

وكأنه سبحانه وتعالى يقول يا من قصرت وفترت همَّتُك بعد أول رمضان أو منتصفه، ها هي فرصة أخيرة تأتيك لتعويض التقصير والفتور والحصول على أعلى الأجور.

ها هي فرصة أخرى لتجديد الإيمان وتوطيد علاقتك بالله قبل أن يُطلق سراح الشياطين، فحبسها ليس حبسا تاما، وإنما كانت مصفدة بالقدر الذي يُضعف تأثيرها فلا يتبعها إلا من كان إيمانه ضعيفا.

فهل ستتركي نفسك لفتورك فتكوني فريسة لإغواء الشيطان في هذه الأيام الفاضلة؟
أم ستنشطي وتجاهدي لعلك تصيبي ليلة القدر وتتمي الشهر على أكمل حال فتكون البداية لعلاقة أعمق وإيمان أرسخ بالله عز وجل.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحيي الليل في العشر الأواخر من رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" (متفق عليه).

وإحياء الليل ليس خاصاً بالصلاة، بل يشمل جميع الطاعات، وبهذا فسره العلماء:
قال الحافظ: (وأحيا ليله) أي سهره بالطاعة .
وقال النووي: أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.
وقال في عون المعبود: أي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.

وصلاة القيام أفضل ما يقوم به العبد من العبادات في ليلة القدر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري)

أسأله سبحانه أن يرزقنا وإياكم ليلة القدر وهو راض عنا وأن يعافينا ويعفو عنا ويرزقنا من واسع فضله.

رمضان 1437هـ

سوزان بنت مصطفى بخيت

كاتبة مصرية

  • 3
  • 0
  • 4,918
المقال السابق
[6] أحكام شرعية رمضانية
المقال التالي
وماذا بعد ليلة القدر؟

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً